بقلم: دياب عواد
جاء الليل أسود ... رطباً بما يكفي
وكان الحديث عتباً كله عتب.. عذباً كانسياب الماء.
أيام ماضيات .. ذكريات راسخات.
حدثتها كيف كان اجتياز الألم أمراً في غاية الصعوبة.
أخبرتها كيف كان الألم يفسد كل محاولاتي للانتقال نحو طريق يفضي إلى النسيان.
أخبرتها أن الحب لم ينته، لأنه حب لا يملك إلا نفسه.
وأنها هي ذاكرته، وذاكرة كل ما هو جميل.
أما الصباح فكان اعتيادياً للوهلة الأولى إلى أن التقينا وأخذنا الطريق إلى بيتنا البعيد.
لا أعرف كيف انطلقنا ولا كيف وصلنا ولا كيف وقفت تداري جمالها أمام المرآة.
لم أجد نفسي إلا واقفاً خلفها تماماً، محني الظهر، راكياً خدي الأيمن إلى خدها الأيسر.
تركت خشونة وجهي تلامس نعومة خدها.
أغمضت عينيها وتبعتها مغمضاً عينيّ.
جعلت أشتم العطر القديم.
هي لا تستخدم عطراً محدداً لكنّ لجسدها عبقاً يسكن في ذاكرة العطر في ذهني، عطراً مركزاً وكأن ورود العالم كله قد اعتصرت على عنقها الذي لا يملّ من إغاظتي في كل جلسات الحنين.
كان منتصف النهار، وكان الضجيج قد انتهى أو أننا ما عدنا نبالي بالضجيج.
كنا وحدنا وهذا يكفي.
غارقَين في جسدين، تائهين في جسدين.
والتقينا في جسدين.
أخذت أكشف أسرارها وردةً وردةً.
خدان ناعمان، عنق مطيب بالعطر.
جيد كمرآة نور وحياة.
صدرها الذي يعتصر الشوق ويجرحني بمدية وكأنني طين وكأنه ماء غادق من علو الليل.
للمرة الأولى، خلعتْ ثوبها راغبةً مرغمةً وأسلمتني للجمال واستسلمت وصارت تمنع الضوء عن لقائنا أغلقت كل نافذة تستجر الضوء وكل باب يعبره قليل من النور.
وبكلتا يديها ظلّت تحتضن مفاتنها.
تقاوم نفسها وتقاوم لذتها وتقاومني.
حتى ما عاد للقوة دور يذكر.
قطبت حاجبيها وأخذت نفساً عميقاً وأمالت عينيها نحوي.
وألقينا أرواحنا معاً في ذات النار واحترقنا حتى طرنا رماداً على وفراشات ..
همست بإذنها أحبك ..
حتى لا يضيق الحب بنفسه ..
قبّلتها حتى توحّدت الأنفاس على ريحٍ تهبّ من كلينا إلى كلينا..
وانتقلنا .. وارتقينا
وبعدها شو صار ؟؟ .. بحكيلكم بعدين.
Comments