بقلم: دياب عواد
طريق طويل مظلم يخلو من ازدحامه المألوف،
تتوزع الإنارة فيه متباعدة،
وأنا أقود ببطء... عين على الطريق، وأخرى تخطف النظرة والضحكة والحبّ، وأما قلبي فقد رميته في حضنها بالقرب مني على الكرسي الثاني،
وأمّا هي فجميلة بيضاء لونتها الشمس بريشة الماء والحر فتوشح جسدها بلون يستفيض الوصف ولا يكفيه،
وأما العيون فلا مجال لإطالة النظر إليها كيلا نتوه عن الطريق،
في الحقيقة كنا وحدنا ولكن أحسست أن هناك من يراقبنا من بعيد،
لطالما تضررت من العيون وأنا الآن أخشى عيون الحاسدين،
ألقت بجسدها الصغير على كتفي الذي بالكاد يتحرر،
ويدها ملقاة بيدي،
وأنا الخبير الذي لا يتوه على فمي التعبير،
تلعثمت حتى ما استطعت الحديث،
ارتبكت فما عدت أجيد أن أحيك لها غزلاً ..
تمنيت لو يطول الطريق أكثر،
صليت أن يحدث خير ويبقينا معاً،
عدت طفلاً يتمنى ألّا تفارقه أمه،
ولكن الوقت يمضي والطريق يقترب من النهاية وكان الوصول ووصلنا إلى باب بيتها،
أقفلت الأبواب ممازحاً،
وحضنتها حتى كدنا نصير جسدا واحداً،
وكلما حاولت النزول أوجدت لها حجة لتظل أكثر،
ولما كان لا بد لها أن تغادرني،
قبلتها،
حتى استفاق بخاطري حبٌ عظيم،
سألتني إن كنت سأحبها بالحماسة ذاتها طوال الوقت،
وعدتها بأن أحبها بالاندفاع نفسه،
وقلت :
إنني أحافظ على الزخم نفسه من الحب والحنين اعتباراً من اللحظة التي تعلن أن الغد سيجمعنا،
أخبرتها بأنني أحب بكل ما ملكت وكل ما استطعت،
أوصلتها إلى باب بيتها وغادرت،
وكأنني مفارق وطني،
جميل جداً أن تغرم بجميلةٍ فيجعلها الحب امرأة بحجم وطن.
Comments