بقلم: دياب عواد
ما زال عصياً علي أن أمشي في ذاك الطريق من غير أن أتذكر،
ما زال الألم يلوح لي من رصيف الطريق، إذا أخذت نظري إلى اليمين أو اليسار،
يجتاحني الألم مثل غصة عنيدة،
وكأنني ابتلع الرعد ثم أتقيؤه بضعف ما نابني من رضّات،
وأما أنت فمن الذاكرة كل الذكريات،
أيتها الرصاصة العالقة بشغاف القلب وتتولى مهمة تمزيقه مع الوقت،
ينزف بشدة مثل عصفور، يطوي جناحيه منتظراً قدراً محتوماً منتظراً حتفه الذي لا يرده إلا قضاء وقدر جديدان،
أيتها الوردة النائمة على أزرار قميصي المفتوح على الريح، والغارقة في عطري المسروق من ألف غرسة ورد وألف غرسة شوق وألف طعنات من الحنين البارد،
ما أصعب الجراح إن بردت وما أصعبها إذا التأمت،
كنت فقيراً حينما طرحني الغرام بين يديك،
وكانت أثوابك جميلة جداً، وكان ثوبي رثّاً،
كنت أستيقظ عندما يصيح الديك الأول في قريتنا مخافة أن يسبقني إلى شقائي أحد فيبتلي مثل بلواي وكنتِ تواعدين نجوم الظهر لتصنعي لنفسك قهوة الصباح،
أكتب لك شعراً من ألمي إذا افترقنا، وما أن أنتهي من تلاوة قصائدي حتى تسأليني أن كانت تعجبني تصفيفة شعرك هذه،
ونصف شِعري مغزول بخصل شعرك المفرود على متنين يلوحان كوسائد لمن داهم الوسن جفونه،
أجمع ثمن الوردة من قوت يومي،
وأخشى أن يعلق بشوكها بعض من رائحة التعب العالقة بجسدي،
وأنت كل يوم تنضجين وتزداد الفتنة فأغفو حالماً،
دافناً رأسي في سيل هذا الشعر إلهامي مثل ليل جديد،
أو حانياً رأسي بين نهدين تحت غابة لوز وتين،
أو لاثماً شفتيك مثلما عودني الحب لا مثلما يقسو الحنين،
أراك في كل التفاصيل،
أرى كيف تبدلين ثوبك من بهي إلى أبهى
وكيف تستسلمين للماء الساخن في حمام بعد تعب،
أرى كل شي لا تراه إلا مرآتك وكم أغار من المرآة،
وتنسحبين إلى خلف كل خلف،
وأظل وحيداً بين كل أحلامي،
وأبحث عن حل وتضيع مني الحلول،
فلا رغبة لي أن أنسى،
وعلاجي أن أشفى..
أن أنسى وتنتهي.
Comments