بقلم: دياب عواد
لا بد أنك تذكرين هذا الطريق..
أما أنا فلست أنساه،
هو لا يعني لك سوى أنه طريق العودة إلى منزلك البعيد،
لكنه يشهد لي كل يوم أنه طريق الشمال المُفضي إلى قُبلةٍ غيرت ملامح الحب في حياتي، وقتلت نزاعات الألم العابر من روحي، وتحوّلت القُبلة إلى شاهد أعمى على حدث لم تكتمل عناصره في الحضور ثم احتواه الغياب ببراعة أمٍ تحتضن ولدها الذي ولد ميتاً لأنه كان عسيراً أن يخوض الحياة قبل أن يكتمل تكوينه المُعد لكل الصعاب القادمة في هذا العالم العفن،
ولم يحضني أحدٌ مثل يديك والغياب،
على هذا الطريق أتذكر كل ضعفي وجهلي وإحباطي وألمي الذي لا يظهر على جسدي إلا انحاءً،
ليت لي قدرة على الدمع حتى يكون لي بوح آخر،
مثلما رأيتك تبوحين الفراق بسلاسة الماء المنحدر من سفح بعيد،
على هذا الطريق أذكر ابتسامتي التي تنذر ببؤس لا ينتهي،
مثلما لا ينتهي الحب الذي يقلق خاطري بحضور لا يمل من معاتبة المسافات وحثها أن تكون أقصر فأقصر لتنتهي،
على هذا الطريق تغزل جفوني النور أرقاً ومكبات حنين على صدري الذي يكاد يختنق بما لم يعد يتسع،
وأذكر كيف كانت تعود لي الروح بعد أن ظلت طريقها إلى حياتي وتمددت وتهلهلت وتجملت وتحملت وتلألأت ثم سقطت إلى جسدي سقوطاً بدفعة من يديك اللتين لم يمسح أثرهما عن جسدي الذي يفقد كل يوم ولا أفتقد منه شيئا وأفتقدك،
وأعترف هنا على هذا الطريق أيضاً
أن فيّ ألماً لا ينتهي،
وأنك:
أنت الجريمة التي اقترفتها يداي
أنت الندامة التي تستهين بجرحي،
أنت جرح بعمق الأبد
أنت ندبة ستظل قمراً على جبهة الليل حتى يموت الوقت ونموت.
Comments