بقلم: دياب عواد
لكانت الساعة تقارب الخامسة صباحا ً،
وكنت قادماً إلى دمشق،
كانت الإذاعات تودع جولة أم كلثوم المعتادة وختمت أم كلثوم وقالت:
حب إيه ... ال انت جاي تقول عليه
بحثت عن أغنية أشاركها مع صديقي
فوقع الاختيار على أغنية للسيدة فيروز
“ياريت منن مديتن إيدي وسرقتك “
ورسالة لم أفهم سببها في ذلك الوقت
صباح الخير .. فكان فعلاً صباح خير وأكثر وما كنت أدري بأن هذا الخير سيغدو بدايةً لأحزان جديدة تضاف إلى رصيدي الضخم فتنتج شجناً كثيفاً وصبابة على نغم الألم،
حدثتها وحدثتني حتى مرت الساعات وليس يدري كلانا بمرور الوقت،
عند السابعة نهضت من فراشها وخاطبت برد الصيف بثوبها الرقيق وتركت نسيم النوافذ يتغلغل في شعرها وصدرها وعند الثامنة والثلث نزلت إلى الطريق درب عملها وعند التاسعة وصلت إلى طاولتها وعلى وجهها ما يلفت النظر بأن فيها شيئاً قد تغيّر،
سألها الجميع وكانت كل ردودها بسمات وما أجمل البسمات،
جاء إليها فنجان القهوة الساخن،
أجّلت كثيراً من عملها حتى لا يضيع منا الاندماج في الحديث،
بادلتني كثيراً من الصور متحسرة على أننا لم نشرب قهوة الصباح معاً،
وقالت:
أنا لي في الحياة شغفٌ وقد فقدت شغفي
أنا فاقدة للحب ولا أحب أنني أفتقد،
أنا أنهض كل يوم مرغمة إلى العمل والقهوة والطعام والطرقات والناس،
أنا لا أبالي بجمالي، ولا أكترث بطولي الفتان ولا بغزليات الرجال،
ولا بالعودة إلى بيتنا القديم،
كم هو محزن حقاً أن تفقد شغفك ..
قلت:
إن الحب إن فقدناه فلكي نلقاه بأبهى حلة في الجوهر،
وإن القهوة اللذيذة مهما غلا ثمنها إلا أنها تطلب الشراكة مثلما تطلب النار،
وإن العمل بدون هدف سيظل روتيناً مضنياً،
والبيت القديم هو بيت راحة واستعادة ماضٍ جميل بحق،
وأما الرجال يا عزيزتي فهم شرهون للجمال،
وأنت غضةٌ بعد ..
لست بحاجة لأن يغازلك نهمهم،
من مثلك يا عزيزتي لا يكفيها إلا شاعر أحمق،
وعدتها أن يعود لها الشغف الذي تحب ..
Comments