top of page

أنثى عابرة

تاريخ التحديث: 22 أبريل 2020




بقلم: ايمان الشريف

بدأت سهرته مع أول نظرة عابرة مع إحداهن، والتي ابتسمت بدورها تدعوه للجلوس، ونظراً لجمالها الصارخ لبّى الدعوة مرحباً أخذته من فوره الى حلبة الرقص وفي الخلفية إحدى أغانيه المفضلة ل لويس أرمسترونج ‘’ kiss of fire “. تمايلت الحسناء مع النغمات...همس في أذنها كلمات الأغنية :

Give me your lips,

the lips you only let me borrow

خارت قواها تحت تأثير الأضواء الخافتة الوامضة واحتوائه لها بين أحضانه مع كلمات الأغنية المثيرة فالتصقت أكثر به وتخدّر وعيها...

If I’m a slave, then it’s a slave I want to be

Don’t pity me, don’t pity me

انتبهت حواسه حين ردد مع الأغنية don’t pity me. ومع انتهاء الأغنية عاد بها الى حيث كانا يجلسان. تبادل معها أرقام الهواتف مع وعد بالاتصال غداً ينوي عدم الوفاء به، وبقبلة اعتذار لطيفة غادر المكان بحجة أمور هامة تخصه.

ذهب مباشرة الي صومعته, حيث رفاقه كلهم. أوراقه، قلمه الأثير، قصاصاته المُسجل بها كل تأملاته، ملحوظاته. حرص على توافر المشروبات التي تتفاوت ما بين الخفة والقوة استجلاباً لحالة تجلية وال play list خاصته.

يستغرق بداخل أعماقه ليستكشف. هل بالفعل اتخذ التسامي كحيلة نفسية دفاعية؟ أم الشفقة والرثاء أو ربما الإسقاط؟

وهاب بنفسه وهو المصارع المحترف أن يدخل حلبة المصارعة أو بالاحرى دار القضاء دون أن يسلّح نفسه بالصراحة التامة مع نفسه.

حكمه عليها أول وهلة، إنّها إحدى الإناث; اللائي يعشن من نظرات الاشتهاء، وكلمات الإعجاب, تتنفس بزيادة ضحاياها. عَلِمَ علِم اليقين بتكوينها النفسي المريض, وآثارت بداخله روح المنافسة وإثبات ما رآه فيها من خلل. رغم تأكيدها بعكس ذلك.هي تعلم جيدا أسلحتها.... جميلة، متفجرة الأنوثة، يأخذك صوتها الهامس الباسم وكلماتها المثيرة إلى عالم تجد نفسك فيه ملك مبجل على عرش قلبها. لا يقل هو عنها جاذبية ووسامة، ورجاحة عقل، آسر بثقافته الواسعة، وعلمه الغزير وفلسفته الخاصة في الحياة مما آثار شهيتها لامتلاكه.

فتح لها أبواب حصونه طواعية فقط ليثبت لنفسه حكمه الصائب فيها.يعلم مسبقاً بكل حيلها ويمررها لها واحدة تلو الأخرى. فتتشبث به أكثر; ربما لحب حقيقي ولد بداخلها. أو كما ظن هو لمرضها النفسي. اعترف لنفسه انه أدمن اللعبة. كلما أغلق باباً بينهما تدقّه هي بقوة وإلحاح مستميت يرضي غروره فيفتحه ثانياً. ينتشي بانتصاره عليها.

يتلذّذ بوجودها الى أن تقع ثانياً في فخ منصوب مسبقاً لها. فيطردها من جنته.. وهكذا.

كانت جلسته مثمرة ; انتفض فيها عقله. وأسلم أنه شارك في فعل الألم لقلبه, دون دروسه المستفادة. وأصدرت هيئته الداخلية للتقاضي بالحكم. وهو إطلاق سراحها من داخله الى الأبد. وعادت كما كانت.. خارج حصنه الحصين.


أحدث منشورات

عرض الكل
كي لا ننسى .. احنه مشينا للحرب

بقلم: نزار العوصجي ذات مرة في الثمانينيات جلست وأنا مسافر بالقرب من فتاة تبين أنها من البصرة، وهي طالبة في المرحلة الرابعة بجامعة صلاح...

 
 
 

Comments


bottom of page