بقلم غسان فؤاد ساكا
تبدو كلمات أبي الطيب المتنبي في محلها في مواقف عدة شهدتها في حياتي وعلى مدار تحملي مسؤوليات عدة سعيت من خلالها لتقديم الخدمات لبعض الناس بغير انتظار لمقابل منهم غير كلمة الشكر.
يقول المتنبي: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته .. وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا” .
لن أمر على الشطر الثاني من البيت لأنني ولله الحمد لم ألتق لئاما منذ نذرت نفسي للعمل العام إلا القليل الذي لا يظهرون لعيني من كرام كثر رأيتهم وأراهم كل يوم.
الكريم هو كريم الخلق أولا قبل أن يكون كريما بماله أو كريما بنسبه, حتى إن العرب فرقوا بين الكرم والجود فالكرم في الخلق أما الجود فهو في الإعطاء والمال.
الكريم هو ذاك الرجل الذي حقا اذا أكرمته ظل متذكرا كرمك وإن مر دهر على هذا الفعل الكريم حتى ان المتنبي كان شديد البلاغة في استخدام لفظة “ملكته”.
الملكية هنا لا تعني الاستعباد بل تعني ملكية الروح والقلب أي انه يفتح حسابا لك عنده لفعلك الكريم, لا يضر هذا الحساب إن نسيته يوما أو تغافلت عنه بسبب مشاغل الحياة أو تأخرت عن خدمته ذات يوم فالحساب موجود وقابل للسحب منه دوماً.
Comments