جن العالم بأخبار عدم تجديد لميسي لعقده ما بعد العام 2021 مما يوحي برغبة النجم الأرجنتيني في الرحيل عن برشلونة بعد هذا التاريخ وهو ما لم يستوعبه الكثيرون حيث بدأت التأويلات والتحليلات حول صحة هذه الأنباء .
لن ندخل في هذه السطور بدوافع وخلفيات عدم التجديد وإن كانت حقيقة أم أنها مجرد رد على إدارة مترددة وعلاقة متوترة مع إريك أبيدال. حيث من الممكن جداً أن يكون الامر مجرد موقف أو رد فعل، وبعد التفاهم يعود كل شيء إلى مجراه الطبيعي كما حدث في مرات سابقة كثيرة رفض بها ميسي التجديد ثم عاد ووقع ولعب بأفضل مما كان يلعب سابقاً.
أسباب تدعم فكرة رحيل ميسي عن برشلونة
لكن فكرة رحيل ميسي مع نهاية عقده مع برشلونة منطقية جداً رغم أن لا أحد من عشاق برشلونة يحب أن يسمع ذلك. فبداية الليو حقق كل شيء” أكثر من مرة” مع برشلونة ولم يعد هناك ما يثبته لأحد. وله الحق أن يتعب من متطلبات اللاعب المحترف في أوروبا خصوصاً أن ما قدمه كجهد وعمل ليصل إلى ما وصل إليه يعادل عشرة لاعبين . ومع نهاية موسم 2021 يكون ميسي قد بلغ الرابعة والثلاثين من العمر.فمن المنطقي أن يقول كفى للعب في أوروبا ولأعد إلى وطني وألعب مع ناديي القديم ” نيوز أولد بويز ” بضعة أعوام كما أعلن ميسي نفسه أكثر من مرة . ويبدأ أولاده بالتعرف على وطنهم الأم الذي لا يعرفونه فعلياً كونهم قد نشأؤوا وعاشوا في برشلونة . وبالمناسبة مسألة الأولاد هذه مهمة جداً ولا يجب الاستهانة بها واعتبارها مجرد كلام.. فكم من أهل تركوا بلاداً كانوا يعيشون فيها مرتاحين ويقبضون رواتب عالية رغبة منهم في أن يمتلك أولادهم جذوراً في وطنهم الأم.
حلم العودة إلى الجذور لدى ميسي
المسألة الثانية هامة للغاية و مرتبطة بكأس العالم ، وكلنا يعلم أن الجمهور الأرجنتيني يرى أن ميسي لم يقدم لوطنه الأم ما قدمه لبرشلونة وقد أدت الانتقادات المتلاحقة له لاعتزاله أو ابتعاده عن المنتخب أكثر من مرة.فليس من المستغرب أن يفكر ميسي في العودة إلى بلاده قبل مونديال العام 2022 لأن الفوز بكأس العالم وهو لاعب في أحد أندية الأرجنتين سيعطيه قيمة مضاعفة ويجعله بطلاً قومياً يفوق حتى مارادونا في المكانة (لدى مواطنيه طبعاً) .
طبيعة مرحلة ما بعد الأسطورة الوحيدة
لمسألة الثالثة مرتبطة ببرشلونة، ربما أن يكون تحديد تاريخ رحيل ميسي لمصلحة الفريق لأن النادي سيعرف متى يرحل أسطورته الأولى (والوحيدة حالياً) وبالتالي يبدأ التحضير بشكل جديد وحقيقي ومدروس لمرحلة ما بعده.
لأن ما يحدث الآن هو ضياع بين الاعتماد الكلي عليه والتحضير لمرحلة تركه للفريق وبالتالي ليس مستغرباً كل هذا التخبط الذي نراه.
بالمحصلة، يمكن أن يكون رفض ميسي للتجديد مجرد موقف أخلاقي أو تفاوضي مع الإدارة ويمكن أن يكون حقيقة راغباً في إنهاء عقده والرحيل. وفي حال كان كذلك فإنه ليس مستغرباً بالمرة خصوصاً إذا فكرنا في ميسي كإنسان وليس كنجم نريد أن نراه عن قرب دائماً.
المصدر : سبورت 360
コメント