بقلم: ايمان الشريف
أخذت مني هذه الجملة مأخذ الرضا ومكافأة النفس عوضاً عن لومها ومحاولة تغيير ما بداخلي من جمال.
نعم أنا سيدة جميلة الروح ولي أن أفخر بذلك أيّما فخر وأعلنه ولا أخجل من التصريح به حياءً أو خوفاً من الاتهام بالنرجسية.
دائما كنت أتساءل لماذا تحدث الأشياء السيئة للطيبين؟؟
والطيب هنا لا اقصد به الشخص الضعيف، بل أقصد جميل الروح الذي يختار دائماً جانب التسامح رغم القدرة الجهنمية على رد الأذى.
هذا الذي حباه المولى حَبْك وإحكام خطط تقف له الأبالسة احتراماً وإجلالاً لإبداعه إذا ما قرر اللعب مع الأشرار.. لرد كيدهم.
ومع القراءات المتعددة والمتنوعة والكثير الكثير من تأمل تكرار مواقف الخذلان التي يتعرّض لها أصحاب النفوس القوية عاطفياً توصلت للآتي.
الإنسان الثري عاطفياً يقدر ما لديه من عطاء أو عاطفة ومشاعر. وتقديره هذا يجعله ينمّي تلك العطاءات والعمل عليها لتنمو وتزدهر أولاً ليستمتع بها وثانياً للحفاظ على استمراريتها.
فلو أنك تحب نوعاً ما من الزهور مثلاً وقررت أن تزرعها لتستثمر فيها حبك وتستمتع بها وهي تنمو وتزدهر أمامك تنشر عليك من أريجها نسيماً لطيفاً، وتملأ عينيك ألوان ربيع، فسيتحتّم عليك العناية بها والسهر عليها.
كذلك العطاءات لن تستمر وحدها فلابد من أن تسهر عليها بالعناية والتفهّم والصبر وبذل ذاتك فيها.
لذا فعطاء الثري نفسياً عطاء عميق، صادق، حقيقي.
يستمتع بكل تفاصيله من الشعور الداخلي إلى كل أنواع التعبير عنه.. حتى أيضاً الاستمتاع بالمعاناة في سبيل الحفاظ على مثل تلك المشاعر الراقية.
لذا نجد أن من أصعب أصعب القرارات عليهم.. قرار الرحيل.
تاركين وراءهم تاريخاً من الخليط الجلل المكوّن من كل أنواع المشاعر أكثرها حلو سلسبيل وأعمقها أمرّ من العلقم.
هؤلاء الأثرياء ليسوا ضعفاء ولا قليلي الحيلة.
ولا حتى ستتقطع سبل الحياة بهم من فرص أصدق ومشاركات حقيقية.
هم فقط يتميزون بصدق ما بداخلهم، يعلمون حقيقة جمال ما بذلوه.
لذا تجدهم يحاولون مراراً وتكراراً تفادي الخسارات.
عكس المزيفين، المزيف لا يعطي شيئاً حقيقياً، لذا فهو يستغني فوراً.. ويدعي أنها قوة... وأن ذاته أهم من أهم شيء أو أحد.
تماماً كالفرق بين شخص زرع نوعاً من الزهور وسهر عليه بالرعاية والعناية وآخر اشترى زهوراً صناعية.
أيهما أقرب إلى رمي زهوره والاستغناء عنها، والإتيان بنوع أو انواع أخرى؟؟
فيا أيها الثري..
افخر بروحك الجميلة وعطاءاتك الصادقة..
فأكاد أجزم وبرب الأرزاق... أننا رزق الصادقين.
نعمه لمن أنعم عليه رب النعم.
والنعم تزول لمن لا يصونها... هذا عدل السماء وطبيعة الأشياء.
وكما أقول لك أخبر نفسي.. لا تخجل أبداً من اختيارك الحر والقوي بجانب الخير منك.
وافخر وازهو بروحك المناضلة لعدم الانسياق لجانب الشر منك.
واذكركم واذكر نفسي.. لمن حبته الطبيعة روح محبة وقلباً ينبض نبض حياة، لا تسمح لروحك الغرق في بئر غب الندم وظلمة قاع الغدر.
واصعد لمكانك في السماء... فنحن نجوم الحياة نملأها فيض نور محبة.. يهدي الحائرين.
نحن وتد أرض الإنسانية حتى لا يتزلزل أصحاب الأرواح الهشة التي ما لبثت تحبو في طريق الحياة.
نحن دواعم ثقة الإنسان في إنسانية الإنسان.
نحن المجال الآمن للمرور من إنسان الغابة إلى الإنسانية الحقة.
نحن نادرون جداً يا رفيقي..
نحن أنبياء هذه الأجيال الغارقة في المادية وإثبات قوة وهمية.
نحن الأقوياء الحقيقيون على هذه الأرض.
نحن هؤلاء القادرون على تذوّق الحياة.
نحن المحظوظون بالاستمتاع بالمشاعر والحب والمشاركة.
حتى في الرحيل.. نحمل داخلنا ذكريات جميلة نقدرها ونستمتع بها.
نحن أصحاب القلوب النابضة مشاعر حلوة تتسع وتتسع ولا تترك بداخلها مجالاً لمشاعر سلبية.
فقلوبنا عزيزي أكوان لا يدخلها إلا المطهرون.
دمتم أثرياء عاطفياً وانسانياً.
ودمت أنا كذلك.
Comments