بقلم: رحاب سعدة
العلم والأرقام لا يعرفان المبالغات، إنهما يقرران وقائع بالأدلة والإحصائيات. فهل الإحتباس الحراري واقع أو هو فزاعة لتهديد التوسع الصناعي بهدف خلخلة قوة اليمين؟
فلنحتكم للعلم والإحصائيات.. في سنة 1958 كان عالم الكيمياء الحيوية تشارلز كييلينج Charles Keeling يقيس معدلات ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من بركان ضخم في هاواي، وكان المعدل يرتفع وينخفض طبقاً لتأثيرات بيئية مباشرة ، أهمها سقوط أوراق الشجر في الشتاء فتنخفض نسبة الأكسجين في الجو وترتفع نسبة ثاني أكسيد الكربون ثم يتغير المعدل بحلول الصيف حيث تترعرع النباتات مرة أخرى وتقوم بدورها في تنقية الجو من ثاني أكسيد الكربون.
لكن باستمرار المتابعة والقياس، لاحظ كيلينج أن المعدل يزداد كل سنة بشكل مطرد، راسماً خطاً بيانياً في ارتفاع مستمر، مما يدل على ارتفاع نسب ثاني أكسيد الكربون على مدار السنوات وبالتالي ارتفاع درجات الحرارة.
كما هو موضّح في الرسم، المنحى في ارتفاع مستمر قد يصل الى 936 ppm سنة 2100 بارتفاع ثلاثة أضعاف نسبته عام 1958 لو استمرت معدلات حرق الطاقة والوقود على وضعها الحالي، وبتعديل واجراءات معالجة حرق الطاقة يمكن الحفاظ على المعدل الحالي الذي وصل ال 402 ppm في عام 2014.
إذاً الاحتباس الحراري هو حقيقة واقعية مرصودة بالأرقام والإحصائيات، المشكلة تكمن في عرض هذه القضية إعلامياً بما يتوافق مع التوجهات السياسية للدولة الكبرى وتأثيرها على اقتصادها، وبالتالي يتم التلاعب بالمصطلحات والإدعاءات كي يستميلوا الرأي العام للإختيار السياسي والاقتصادي المسبق.
ما نستطيع فعله الآن كأفراد نحيا على هذا الكوكب ويهمنا مستقبله لأولادنا وأحفادنا أن نشارك في الوعي بهذه المشكلة ونوسع دوائر مناقشتها والبحث في طرق تقليل آثارها الجانبية... صحيح أن الطبيعة لديها القدرة على إصلاح ذاتها ولكن ليس بالسرعة التي تعادل تدخّل الإنسان في دورتها والتوسع في تلويثها والاعتداء عليها.
コメント