top of page
صورة الكاتبThe Ambassador Team

الحرب على كوفيد 19

بقلم: د. خالد طلعت


للأسف الشديد ولعدة اعتبارات، لا تتقدم الأبحاث في المجال الطبي بنفس سرعة التقدم في باقي العلوم!


من بين هذه الاعتبارات أسباب طبيعية تتعلق بطول الفترة الزمنية التي يحتاجها أي دواء جديد من أجل أن تجرى عليه التجارب الكافية لإثبات فعاليته من عدمها، ومن خلوه من الآثار الجانبية الضارة، وأيضا بسبب عدم سهولة العثور على متبرعين لكي تجرى عليهم هذه التجارب، وبسبب القيود الموضوعة على إجراء التجارب على الحيوان وعدم جدوى الاختبار على الحيوان أحيانا!


ولكن من بين العوامل الهامة التي أدّت الى تأخّر الاكتشافات الطبية كثيرا برغم القفزة الهائلة التي حققتها باقي العلوم هو نقص التمويل، فالاكتشافات الطبية عادة وباستثناء منتج كالڤياجرا على سبيل المثال (وهو نفسه قد تم اكتشافه بالصدفة السعيدة) لا تدر نفس الربح الذي تدره الاكتشافات في مجالات العلوم الاخرى كالعلوم الفيزيقية مثلا، والتي يترتب عليها منتجا او سلعة تجارية تسوق على نطاق واسع، مثل التقدم في مجال الهواتف المحمولة والرقاقات متناهية الصغر الخ، وبالتالي فهي، أي الاكتشافات الطبية، لا تغري عددا كبيرا من الشركات والافراد باستثمار أموالهم فيها وهي لهذا تعتمد في جزء كبير على التمويل الحكومي وأموال التبرعات القليلة.


ولكن جاءت جائحة الكوڤيد ١٩ لتكشف أثر الصحة على الاقتصاد، ولتؤكّد على ضرورة مطالبة الشعوب لحكوماتها بوضع القليل من المكابح على الإنفاق في مجالات مثل غزو الفضاء وحروبه وعلى تطوير الأسلحة وبخاصة البيولوچية وعلى تطوير التقنيات من أجل تعميم استخدام السيارات ذاتية القيادة التي لن تجد من يركبها اذا لم يتغلب العالم على هذه الجائحة!


سوف يتغلب العالم على الكوڤيد ١٩ لامحالة وسوف تنتصر الحياة، ولكن ليس بدون ثمن باهظ بدأنا بالفعل في تسديده من أرواح أخوة لنا فُقدت ومن أزمة اقتصادية طاحنة توشك ان تعصف بالأخضر واليابس ولا يعلم الا الله مداها، سوف ننتصر وسوف نلتقي مجددا وجها لوجه يوم ما، ولكن كل يوم يمر بدون أن يفيق فيه العالم الى أهمية توجيه أكبر قدر من الدعم للبحث الطبي من أجل الوصول الى حل جذري لهذا الڤيروس ولما سوف يستجد لا محالة في المستقبل من أوبئة مشابهة، هو مسمار في نعش الإنسانية!


٠ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

كي لا ننسى .. احنه مشينا للحرب

بقلم: نزار العوصجي ذات مرة في الثمانينيات جلست وأنا مسافر بالقرب من فتاة تبين أنها من البصرة، وهي طالبة في المرحلة الرابعة بجامعة صلاح...

Comments


bottom of page