بقلم : غسان فؤاد ساكا
الصداقة علاقة راقية جدا تقوم بين أناس يفهمون المعنى الحقيقي للوفاء
الصداقة الحقيقية هي التي يشترك فيها العقل والقلب والضمير إنّها حالة من المشاعر تحتاج إلى رفيق لا يخذل، لا يوجع، لا يحمل حقداً أو حسداً أو كراهية.
هي ليست مجرد كلمة بل هي علاقة تصل الى حد الأخوة كما قيل: ربّ اخ لك لم تلده أمك.
الصداقة عنوان الحياة ومن يملك صديقاً وفياً فقد ملك الدنيا... وهي مشاعر لا غنى عنها في مشوار الحياة. فالإنسان بلا صداقة كالشجرة بدون بذور وكالمحرك بدون طاقة ومعظم من لم يحالفهم الحظ في العثور على صديق وفي كانوا أكثر الناس عرضة للاكتئاب.
يقول الكاتب الانجليزى تشارلز كاليب “ الصداقة كالصحة لا يعرف قيمتها إلا من يخسرها “
وقال الأديب الألماني جوته” السعادة التي تشاركها مع الأصدقاء سعادة مزدوجة ..
ينطلق الإنسان برحلة الصداقة منذ نعومة أظافره , فهي تبدأ بصداقة تجمع أبناء الأقارب ثم أطفال الحي أو جيران البيت ثم المدرسة بمراحلها كافة وصولاً الى الجامعة والعمل . إنها قطار يمر بمحطات متعددة لننزل منه من خاب معه رجاؤنا ونبقي فيه من استطاع توءمة أرواحنا وتلاقت معهم أحلامنا وصفاتنا.
الصداقة بجوهرها علاقة إنسانية قد يصيب الإنسان أو يخطئ في الاختيار وهنا تظهر سلبيات الصداقة وان كنت اتحفظ على هذا القول لأنه من الأجدر ان نقول سلبيات الصديق. لذا علينا ان نحذر الصداقة المزيفة لأنها كالسنونو ستهاجر إذا تلبد الجو وساء.... ونتجنب الصديق السلبي المحبط لأنه كالسم ينسل في عروقنا ويعطل إمكانياتنا لما يمكننا تحقيقه.... ونبتعد عن الفاشل لأنه يرى في نجاحنا فشله فيسعى للتقليل من شأن ذلك ...
في الحقيقة هؤلاء ليسوا أصدقاء ويجب الابتعاد عنهم حتى لو بقيت وحيدا. .. وتذكر أن الصداقة الحقيقية هي ثمار سلسلة من الامتحانات والمواقف والظروف وهى كالغربال لا يصمد فيها إلا الأوفياء، ومن إيجابيات الصداقة الحقة النصيحة عندما يصدر منك العيب والتشجيع عندما تسعى للخير، انها الإعانة على النجاح ومشاركة الهموم, انها صدق المشاعر وتقارب الطموحات... انها كعلاقة اليد والعين إذا تألمت اليد دمعت العين! واذا دمعت العين مسحتها اليد!
Comentarios