top of page
صورة الكاتبThe Ambassador Team

الفيلم الأمريكي ميكي والدب

بقلم رحمن خضير عباس


لعل الجيل الأمريكي الجديد، قد أرهقته التركة السيئة الصيت لسياسة إدارته العدوانية، والتي تمثلت في شنّ حروب متتالية على بلدان كثيرة، كفيتنام وأفغانستان والعراق. وكانت سينما هوليود تمجّد القوة من خلال البطل الأمريكي الوسيم والذي لا يُقهر.

ولكنّ المخرجة الأمريكية الشابة( إنابيل اتاناسيو) قدمت في فيلمها( ميكي والدب ) رؤية أخرى عن جيل المقاتلين الأمريكيين. الذين أصبح أغلبهم مصابا بالأمراض النفسية، وتحولوا إلى عالة على الجيل الشاب الذي رفض العنف، من خلال الفتاة المراهقة ميكي بيك ، والتي كانت تعاني من إدمان أبيها الجندي الأمريكي المتقاعد، والذي كان يمثّل جيلا من الذين اشتركوا في حرب العراق وأصبح مصير وحياة الناس لا تعني له شيئا. وكان (هانك بيك) يعيش ما يُشبه الغيبوبة الفكرية. فهو مدمن ويعيش حالة من انعدام الوعي. وقد أدى ذلك الى انفصاله عن زوجته. ولكنّ ابنته ميكي بيك تبقى متعلقة به ومتعاطفة مع وضعه المزري. ولكن هذا الإشفاق يتحول الى نوع من العبودية. فهذا الأب المشوّه في اخلاقه وسلوكه. والذي تطارده أهوال الحرب. كان يغار من العلاقات العاطفية لابنته ميكي، والتي تمثّل الجيل الأمريكي الذي لم يتلوّث بأحداث الحروب المتتابعة في أفغانستان والعراق. لذلك تبدأ معادلة غير متوازنة بين هذا الأب الذي لا يمارس أي فعل حياتي، سوى الاستغراق في الإدمان اليومي الذي يجعله مغيبا مع ما يحيط به. وبين ابنته التي تحاول إعالته ورعايته والسهر عليه.

تطرأ حالة تصدع عاطفي بين ميكي وعشيقها ،فتتركه لتتعلق بشخص من ذوي البشرة السوداء. ويقترح والد ميكي أن يذهبا ميكي وصديقها الجديد، بسفرة لصيد الدببة في الغابات ، وحينما يسقط الأب من أعلى المنحدر الصخري نحو النهر، يبادر صديق ميكي بانتشاله وإنقاذه، ولكن الأب بدلا من أن يشكر منقذه، فقد عالجه بلكمة على وجهه فأدماه، وكأن الأب قد شعر بالدونية ليتلقى الشفقة. وهذا يدل على عنجهية هذا الأب. وكانت النتيجة أن العشيق قد تعامل بنبل ولكنّه انسحب بهدوء ، وقطع علاقته بميكي .

وقد انعكس هذا السلوك عليها ، ولكنها بقيت ملتزمة برعاية أبيها بعد أن ساءت أوضاعه الصحية.

وقد فوجئت الفتاة، بأن أباها قد سحب كل الأموال التي تركتها لها أمها في البنك، من أجل إكمال الدراسة الجامعية. ولقد أثار غضبها، فواجهته بحقيقته.

ولم يكتف هذا الأب بالأذى الذي سببه لابنته ، فقد حاول أنْ يتحرش بابنته جنسيا. مما جعلها ترفضه نهائيًا، حيث تحاول الفرار مما يحيط بها ، وتهيم على وجهها وهي غير مصدقة بما حدث. وكانت اللقطات الأخيرة من الفيلم مليئة بتعابير اليأس والإحباط من خلال تعبيرات، وجه ميكي المشحون بالغضب واليأس والحيرة.

لقد كانت المخرجة ( أنابيل ) موفقة في هذا العمل الأول في مسيرتها الإبداعية. فقد أدانت الحرب دون أن تشير اليها. وذلك من خلال نتائجه الكارثية على إفراغ البشر من إنسانيتهم، وجعلهم مجرد كائنات متوحشة فارغة من القيم. غير واعية بوضعها.

٠ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

كي لا ننسى .. احنه مشينا للحرب

بقلم: نزار العوصجي ذات مرة في الثمانينيات جلست وأنا مسافر بالقرب من فتاة تبين أنها من البصرة، وهي طالبة في المرحلة الرابعة بجامعة صلاح...

Hozzászólások


bottom of page