بقلم: پولص ألأشوري
في ليلة غائمة والرعود تعزف موسيقى حمراء،
عصر الشاعر أفكاره الملونة
في أنية خزفية ،
عجنها بإتقان لرسم اللوحة ،
وبدأ برسم لوحتة ،
لا على التعيين او التخطيط
مسبقا،
كما يفعل اكثر الهواة،
كانت قناديل الغرفة مطفأة
ما عدا ما يتسلل اليها من ضوء البروق البعيد الصفراء ،
قبل بدء برسم اللوحة،
بدأ يتصفح اللوحات القديمة،
حتى لا يتكرر اليه أسلوبه القديم
متأملا شريط فلم عتيق يمر
امام بؤبؤة عينية،
عن ايّام الحرب الاولى ،
وجثث الانسانية تغطي الارض
كأنها براعم تتفتح ،
وأعواد مشانق كالصلبان وعليها تسقط الطيور الجارحة،
وتحت جبل شاهق ،كانت هناك
أكوام من جثث الشابات الجميلات
اللواتي رفضن بإصرار أن يدنس عذريتهن انجاس،
وكان هناك شارع احمر
يسمى شارع الموت ،
ممتدا من قٌرى هكاري والى أورميا،
بدأت الصور تتحرك مع موسيقى الحرب الدائمة،
التي لا مناص منها
لانها هكذا ارادها الحلفاء،
بان تكون القوميات الصغيرة
وقودها، الدائمة ،
ليحققوا اهدافهم الدنيئة،
بتقسيم بلاد الرجل المريض ،
حسب مقاساتهم الطويلة
والقصيرة،
والشعوب الصغيرة تنظر اليهم
بغضب وبثورة العيون
وهم يتقاسمون الكعكعة اللذيذة
وهنا انفجر ضوء الصباح
واختفى كل شيء
ما عدا لوحة الفنان
Comments