بقلم جهاد آدم
وفقاً لصحيفة لوس أنجلوس تايمز، من بين 178 عداء شاركوا في سباق 10000 متر لبطولات NCAA في عام 1993، ركض 5 منهم فقط في المسار الصحيح وانتهوا في خمسة المراكز الأخيرة. فقد كان المتسابقون يتبعون مساراً تم تحديده لهم مسبقاً، ولكن قرب نهاية السباق أخطأ المتسابقون منعطفاً وانطلقوا في الاتجاه الخاطئ. العداء Delcavo وحده أدرك الخطأ وبدأ بالتلويح والصراخ حاثّاً الآخرين لتتبعه في المسار الصحيح. كان محقاً وتبعه أربعة متسابقين آخرين فقط في حين استمر الباقي على الطريق المختصر وأنهوا السباق في وقت أسرع. في قرار تعرّض لانتقادات واسعة، اعتبر مسؤولو السباق الطريق المختصر مساراً رسمياً للسباق، واحتل Delcavo المرتبة 123 .
مما لا شك فيه أنه لا القرار ولا النتيجة كانتا عادلتين أو صحيحتين، لكن هذا ما حدث!! هذه الواقعة دفعتني للتفكير في كيفية تحديد أو تمييز الناس للطريق الصحيح من الطريق الخاطىء؟ ألا تعتقدون أنه في كثير من الأحيان، الصحيح هو ما تختاره الأغلبية؟ وألا توافقوني أيضاً بأن ما كان يعدّ بالأمس مساراً خاطئاً يمكن أن يصبح اليوم -عن صواب أو خطأ -مساراً رسمياً إذا قرر عدد كافٍ من الناس اتباعه؟ نعم أؤمن بأن هذا هو نهج مركبة الحياة التي تسير بنا الى الأمام ، ولكن نحن مطالبون بإيجاد ردود عقلانية لتساؤلات واقعية، “هل نتبع الأغلبية، أو نبقى صادقين مع المسار الذي نعتقد أنه صحيح؟” وإذا كنا نتبع مساراً نعتقد أنه صحيح، فهل يجب أن نحاول حثّ الآخرين على اتباعه، أو نسمح لهم باختيار طريقتهم الخاصة -حتى لو كنا نعتقد أن طريقهم هو الطريق الخاطىء؟
لا اريد أن أُفهم بشكل خاطئ، أنا بالتأكيد لا أعتقد أنه يجب علينا فرض معتقداتنا على الآخرين، وأنا لا أدافع عنها. لكن دعونا لا نخلط بين “فرض المعتقدات على الآخرين” و“المشاركة في المعتقدات مع الآخرين”. لماذا لا نشجّع الحوار المفتوح والصادق والحر ونفرض الاحترام ونفتح باب المشاركة وتبادل الرأي؟ قد لا نتفق مع قناعات أشخاص آخرين، ولكننا بالتأكيد قادرون على الانخراط في محادثة تراعي الاحترام. إذا فعلنا ذلك، فقد نتعلّم من بعضنا بعضاً، هذا هو إيماني، وهو اعتقاد أردت المشاركة فيه.
Comments