بقلم: الاستاذ الياس طبرة
في بداية الخلق رأى الخالق أنّ الرجل يحتاج إلى امرأة. وسمّيت المرأة مرأة لأنّها من المرء أخذت وهي ضلع من أضلاعه.
وهكذا رأت أمامة بنت الحارث الشيباني أن النساء خلقن للرجال ولهنّ خلق الرجال, ولذلك قامت بتوصية ابنتها أم إياس عند زفافها الى عمر بن حجر ملك وسيد دولة كندة بالوصايا العشر قائلة:
أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك، ولكنها تذكر للغافل ومعونة للعاقل، ولو أن أمرأة أستغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغن الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن،ولهن خلق الرجال.
أي بنية إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت، إلى وكرٍ لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فاحفظي له خصالاً عشراً يكنّ لك ذخراً.
أما الأولى والثانية: فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لموقع عينيه وأنفه، فلا تقع عينه منك علي قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والإرعاء بحشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمراً، ولا تفشين له سراً فإنّك إن خالفت أمره، أوغرت صدره، وإن أفشيت سره، لم تأمني غدره.
ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتماً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً.
فإنّ الأولى من التقصير والثانية من التكدير. وأشدّ ما تكونين له إعظاماً أشدّ ما يكون لك إكراماً, ولن تصلي إلى ذلك حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببت أو كرهت والله يخير لك.
Comments