بقلم: شذا الزهر
كلّ صباح نستيقظ وننفض الغبار عن أحلامنا القديمة ليس هذا فحسب بل إننا في كل مرة نزيد طوبة في بنائها ظناً منا أنّ تحقيقها سهل كرسمها.
ثم نخرج من المنزل لتأخذنا دوامة الأعمال اليومية وكوب آخر من القهوة وإجراء اتصال هام وها هو جرس انتهاء النهار يدق معلناً تأجيل تحقيق أحلامنا ليوم آخر ذي ظروف أفضل.
المماطلة أو التسويف واختلاق الأعذار من أكثر أمراض العصر خطورة وخبثاً. هو مرض وجد في انتشار الأجهزة الألكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي بيئةً خصبةً للتكاثر وامتصاص الوقت والطاقة. لكن هل يجب علينا الانتظار لتتحسن الظروف المحيطة بنا؟ هل يجب علينا الانتظار حتى يأتي أفضل توقيت للبدء...؟ ومتى يكون هذا التوقيت؟ ما شكل ومواصفات اللحظة المناسبة؟
الوقت المناسب هو الآن! اليوم.. الآن.. هو أفضل وقت للبدء بمشروعك! انتظار ساعة ساعة الصفاء والإبداع التي تنتظرها هي الآن. وهي لا تأتي وحدها, يجب أن تبدأ وتبحث عنها، الآن هو الوقت لنقل جميع أحلامك من خانة “أحلام مع وقف التنفيذ “ إلى خانة “قصص نجاح” فالسعي للكمال سيقف فقط عائقاً في طريقك وسيكون فقط حجة واهية لتأجيل البدء في كل ما تطمح اليه بحجة الاستعداد لضمان فرص نجاح أفضل، ابدأ الآن ودع النجاح يشق طريقه إليك.
لا تنتظر شارة البداية من أحد!! ستجد الكثيرين من الذين أجّلوا تحقيق ما أرادوه وسوّفوا أحلامهم الى ما لا نهاية نجدهم ينتقدون كل ما تقوم به.
احذر أن يكونوا عقبة في طريقك بل في الحقيقة لا تنتظر أحداً عندما تعمل شيئاً اعمله لأنك تُحبه, وتستمتع بعمله وتؤمن بأهميته، واهمل كل ما يراودك من مخاوف الإخفاق فإذا قارنت وضعك الحالي دون تغير بعد عدة سنوات بوضعك في حال بدأت بمشروع الآن ستدرك الثمن الباهظ الذي تدفعه نتيجة الخوف و التأجيل والتسويف ...
كما يقول الفيلسوف الفرنسي بول فاليري “أفضل طريقة لتحقيق الأحلام هو الاستيقاظ!”.
تعليقات