بقلم : ايمان الشريف
سأتجرأ لأقول لك ما بداخلك وتعلمه جيداً ولا تعلنه ابداً.
سأدخل الى أعماقك وأنبش في عفنك الذي تخفيه بأفخر أنواع الثياب وأجمل وأبهي الكلمات.
تعال لأخبرك كيف تراني كأنثى شرقية.
فأنا ايها المتعالي عليّ لمجرد أنك ولدت ذكراً في بلاد تمجّد الذكورة.
أنصت إلي جيداً ولا تشح بنظرك عني، فأنا حولك في كل مكان، ربما أكون أمك، أو احد شقيقاتك، أو جارتك في الطابق الأعلي من مبناك السكني، أو احدى زميلاتك في المكتب المقابل.
او أنا تلك التي تلوكون سمعتها في جلساتك مع أمثالك من الذكور.
هل عرفتني؟
ابحث جيداً فى ذاكرتك.. نعم... أنا هي.
أنا ذلك الكائن الذي غرز في وعيه انه خلق ليكون أماً.
ولن اكون أماً الا بالارتباط بك، لتهبني الأمومة.
أنا التي عانيت من نظرات الشفقة واتهامات الإخفاق حتى اقترنت بك.
أنا التي حملت بأبنائك واعطيتهم من جسدي وروحي وعافيتي ومحبتي.
أنا التي سهرت على مرضهم وتابعت تغذيتهم ودروسهم، وأعياد ميلادهم ومواعيد تدريباتهم.
وإذا أخفق أحدهم، فأنا المهملة.
انا التي يجب أن أكون في أبهى صورة واتعلم فنون العشق والغرام لأرضي رجولتك.
وإذا خنتني فأنا المقصّرة
أنا التي حين سدّت أمامك سبل الحياة، بعت مصاغي او إرثي ودبرت من دخلي اذا كنت أعمل لأعينك..
أنا التي رغم كل أعبائي تفوّقت في عملي وترقيت واذا حاولت أن ننتقل من مستوى اجتماعي لمستوى أعلى، حطمت أحلامي او اجبرتني ان ينسب كل شيء لك.
وإذا رفضت تصفني بقلة الأصل.
تذكرتني الآن؟؟
أراك لم تستوضح صورتي بعد.
أنا تلك البطلة التي بعد عمر ليس بالقصير والمسؤولية ليست بالهينة.
تحمّلت مسؤوليتي بمفردي، سواء بفعل القدر كالترمل او مرضك الشديد.
او بقرار جريء مني وهو الانفصال عنك.
امسك أفكارك المريضة عني الآن واستمع الي جيداً.
فكوني إمرأة ناضجة تتحمل مسئوليتها وأولادها بدون وجودك المبجل لا يسمح لك باستباحتي .
نعم اعلم جيداً أنني في أبهى سنوات عمري، ونضج وعيِّ يزيد من جاذبيتي.
وتراكم خبراتي الحيايتة يزيد من اشتهائك لي.
وأماني المادي يجعلني بالنسبه لك صيداً جيداً في وعيك المريض.
وهنا أيها الذكر المبجّل أريدك أن تنتبه وتصغي جيداً.
تلك البطلة التي أمامك ذات العقل الذي اشتغلت عليه كثيراً وصقلته تجارب الحياة.
وذلك الجسد البض كامل الأنوثة.
تعلنها لك ولامثالك ان عقلي وقلبي وجسدي لا يدخله الا المطهرون.
فكف عني محاولاتك، وتصوراتك المريضة إنني لن أستطيع العيش دون وجودك المبجل.
وتقبل فكرة ان هناك إناثاً إختارت الحياة ككائن مسؤول بدونك.
اختارت الحياة دون وجود شريك لم يكن الا بالعائق.
او عدم تكرار الخطأ في مفهومها هو الزواج مرة أخرى
لكل ذكر يفكر بتلك الطريقة.
لا دمتم سعداء
Comments