بقلم: الاعلامي مفيدعبّاس
اول ليلتين في روما ، قضيتها في غرفة صغيرة بفندق وسط المدينة، واقع ضمن بناية غريبة، فهي ليست كلها للفندق، وانما يشترك بها فندقان ومكاتب لشركات واطباء، واذا اردت الصعود للغرفة، علي استغلال المصعد الصغير الذي لايتسع لأكثر من شخصين، او لشخص واحد رفقة حقيبته، فالبناية تعود لمئتي سنة فاتت، أي ان المصعد مستحدث، ولاتسمح البلدية بتغيير معالم البناء الا بحدود معينة واجب استحصال الموافقات عليها.
الغرفة غاية بالنظافة، وكل شيء فيها ايطالي، ابتداء من خلاط الحمام وليس انتهاء بالمرمر الذي يغلف جدرانه والأرضية .. نعم فأنا في ايطاليا .. التي إذا ما أردنا الإشادة، نحن العراقيين، بجمال الاشياء ومتانتها نقول : ايطالي بعد.
لكن هذه الغرفة لاتصل إليها ترددات الواي فاي، وكلما احتجت للتواصل، كان علي الخروج منها والجلوس على الاريكة الصفراء الموضوعة في الفسحة المقابلة للغرفة، ببجامتي السوداء المنقطة بنقط بيضاء صغيرة.
الوقت الذي اكون به محتاج للتواصل، وأشوف شكو ماكو بالدنيا، هو بالليل عادة لمن ارجع من جولة طويلة وممتعة ، ومتعبة طبعا، لهذا لمن اگعد عالقنفة استرخي، وانعس ، وانام بدون ما احس على الاريكة الصفراء ، وببجامتي السوداء المنقطة بنقط بيضاء صغيرة، ما دعى منظفة الفندق، في صباح اليوم الثاني، أن تتصل بالإدارة لتعلمهم بأن هناك كتلة سوداء منقطة بنقط بيضاء صغيرة متمددة على الاريكة الصفراء في الطابق الرابع .
فتحت عيني لگيت جوگة فوگ راسي .. والله مو اني .. اول شي گلته .. وسألتهم : وت هابند؟ وطبعا تعرفون داعيكم شلونه بالانگليزي.
_ يو اوكي ؟
_ يس ..
_ واي يو سليبت هير ؟
_ بيكوز اي دونت هاف انترنيت إنسايد .. سو آي سليپ هير .
على إثر هاي المشكلة، شالوا غراضي وحطوني بسويت ملاصق لمطعم الفندق، والعاملة اللي بالمطعم صارت صديقتي، عشر مرات اگللها بونجورنو لمن اتريگ، وهي تضحك ، واذا گعدت ورة العشرة، والمطعم يغلق ابوابه، تجيبلي للغرفة ماعون بي كرواسون وزبدة ومربى .. وكوب چاي .. وكلكم عيوني
Comments