بقلم: الاعلامي مفيدعبّاس
ام سميرة المنزعجة، هي سيدة عراقية قلمطوزية عريقة جدا، مذ كانت البيوت شرقية، أبوابها خشبية، والعشاء بيتنجان وطماطة مقلية.
لُقّبت بالمنزعجة لكثرة انزعاجها وتذمرها وشكواها من كل شيء حولها، ابتداءً من ابو سميرة وليس انتهاءً بالحمامة التي تزور أعمدة الكهرباء واسيجة السطوح في صباحات الصيف لتردد نشيد الفخاتي العتيد : كوكوختي .. وين اختي؟؟ بالحلة.. وشتاكل ؟ باگلا .. وشتشرب؟ مي الله
فد يوم من الايام، چنا نلعب طوبة بالدربونة، والطوبة چانت نايلون ام السبعين فلس، وعادة لمن نلعب طوبة بالنعال ابو الاصبع، حتى النعال ميطير أثناء ضرب الطوبة، نخليله تچة رفيعة ام المتر بخمس فلوس، نشدها من الجهتين حتى تلزم رجلينا من الخلف والنعال بهاي الحالة راح يتحول الى صندل لاستيك تحوير محلي، ونكون ضمنّا عدم مرافقته للكرة وهي متوجهة إلى الهدف.
بهذا اليوم المشؤوم، فاتت ام سميرة المنزعجة، وهي كانت في حينها تتوسط العشرينات، الا أننا نراها امرأة كبيرة ونحن لم نبلغ العشرة اعوام، وحتى يكمل شؤم ذاك اليوم، وانزعاجها يوصل للذروة، ولسوء حظي ، ضربت الطوبة ، وانگطعت التچة، وطار النعال، والنعال عاف الكرة الأرضية كلها، والبشر العايشين عالكرة الأرضية كلهم، لاسيما القلمطوزيين منهم، ووگع على رأس ام سميرة المنزعجة، وصورة طبعة النعال على عبائة ام سميرة المنزعجة، من جهة الراس، لازالت محفورة في ذاكرتي وذاكرة اصدقائي واهلي وعشيرتي، فاستدارت وعرفت مصدر النعال الطائر، وغمتني وراحت لأمي تشكيلها، وأمي اطال الله عمرها، قدمت لها اعتذار رسمي بالنيابة عني وعن ابائي واجدادي.
تمر السنوات، وام سميرة المنزعجة كلما تشوفني تغمني، اذا كنت وحدي أو مع اصدقائي، واحنا نأخذها بالضحك ، لأننا نعلم أن انزعاج ام سميرة وراثي، جيني، وحتى (الدي أن أي) مالتها منزعج، ونتذكر حادثة النعال الطائر ونضحك اكثر.
اليوم الصبح، وبيدي علاگة الصمون ورايح اجيب البان من ابو نبيل للريوك، چان اشوفها لأم سميرة المنزعجة، كبرانة خطية، سلمت عليها
_ شلونچ خالة ام سميرة
_ هلا خالة .. انت منو؟
_ اني مفيد عباس
_ واني شمعرفني بأسم ابوك
_ اني مفيد ابن ام وليد
_ ها .. دگول هيچي من الاول ... اهمّداك
وكلكم عيوني
Comments