بقلم الاستاذ : الياس طبرة
شاعر عباسي اسمه حبيب بن أوس الطائي وقيل هو حبيب بن تدّوس الرومي النصراني الذي أسلم، كان مولد أبي تمام في جاسم القريبة من دمشق عام 188 هـ ونشأ في مصر وعمل سقّاء في المسجد ولقي شهرة واسعة في بغداد بعد أن صار شاعر الخليفة العباسي المعتصم.
قال عنه أبو الفرج الأصفهاني صاحب “الأغاني” ما كان أحد من الشعراء يقدر على أن يأخذ درهما في حياة أبي تمّام فلمّا مات عام 231 هـ اقتسم الشعراء ما كان يأخذه ...”
تفرّد بأسلوبه الشعري وبرع في شعر الحكمة لامتلاكه رؤية عميقة بفضل ثقافته وجاءت حكمه متناثرة في قصائده دون أن يفرد لها قصائد خاصة بها. مدح عبد الله بن طاهر القائد العباسي ومرّ بمدينة همذان فأكرمه أبو الوفا بن سلمة وكان من خط الأدب أن الثلوج حبسته فيها فألف خلال إقامته هناك خمسة كتب أشهرها كتاب حماسة أبي تمام التي دوّت شهرته بها.
من أشهر قصائده مدح المعتصم الذي انتصر في معركة “عموريّة” على الروم حين استنجدت به امرأة عربية هاشمية:
قال في مطلعها مندداً بالمنجمين ومكذّباً لادعاءاتهم:
السَيفُ أَصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ في حَدِّهِ الحَدُّ بَينَ الجِدِّ وَاللَعِبِ
بيضُ الصَفائِحِ لا سودُ الصَحائِفِ في مُتونِهِنَّ جَلاءُ الشَكِّ وَالرِيَبِ
وَالعِلمُ في شُهُبِ الأَرماحِ لامِعَةً بَينَ الخَميسَينِ لا في السَبعَةِ الشُهُبِ
أَينَ الرِوايَةُ بَل أَينَ النُجومُ وَما صاغوهُ مِن زُخرُفٍ فيها وَمِن كَذِبِ
فَتحُ الفُتوحِ تَعالى أَن يُحيطَ بِهِ نَظمٌ مِنَ الشِعرِ أَو نَثرٌ مِنَ الخُطَبِ
Comments