بقلم : غسان فؤاد ساكا
في قلوبنا كثير من الشكر وبعض من العتب ... شكر لكل من تطوّع ولكل من أهتم فأحدث فرقاً, وعتب لكل من تردد ولكل من انغمس في متاهات الحياة المزدحمة جاعلاً من التطوّع مهمة مستحيلة.
على الرغم من أن ثقافة العمل التطوعي موجودة في المجتمع ولها جذور دينية وتاريخية، لكنها لم تتبلور بعد في مفهومنا العربي بما يجعل منها ثقافة عامة, فهي ما زالت بحاجة الى قفزات نوعية لترقى الى المستوى الذي تفرضه ظروف الوقت الراهن. مقارنة صغيرة بين أعداد المتطوعين تظهر حجم الهوة الكبيرة بين العمل التطوعي في المجتمعات الاوروبية والاميركية والعمل التطوعي في المجتمعات العربية.
إخوتي ...الحياة قصيرة جداً دعونا نزينها باندفاعات تطوعية صغيرة لإحداث فرق قد يعني الكثير من الأشياء لكثير من الناس, اندفاعات قد لا نلمس تأثيرها العميق أبداً لكن يكفينا أن ندرك أنها منحت شخصاً ما القوة والشجاعة والأمل لمواجهة يوم آخر.
يستحضرني قول لبراندي سايندر “بالنسبة للعالم، قد تكون شخصاً واحداً ولكن لشخص واحد قد تكون أنت العالم.” فكم انت كبير يا من منحت نفسك واعطيت وقتك بسخاء لخدمة الآخرين فوصفوك هم بالعالم واكتفيت انت بشعور الرضا. بأمثالك تبنى وتزدهر المجتمعات الإنسانية المتحضرة .
التطوّع وردّ الجميل لمجتمع قدّم لك الكثير واجب وتجربة مثيرة وعطاء مجزي يطوّر لدى المتطوع إحساساً أكبر بالهدف في الحياة. خاطئ من يعتقد أن المتطوّع يحتاج أن يكون غنياً أو أن يكون لديه الكثير من الوقت لرد الجميل. المتطوّع إنما يحتاج الدافع فقط .فإذا وجدت الدافع وإذا كنت مستعدا لتكوين صداقات، وتحسين صحتك العقلية والبدنية، وربما تطوير مهارات جديدة على طول الطريق، فابدأ بالتطوع لتغيير حياتك وحياة الآخرين!
مرة أخرى الشكر الجزيل لكل من تطوّع فكان سبباً بنجاح جريدة السفير وعاملاً ايجابياً في تقدم وازدهار منظمة المجموعة الكندية التكاملية في اعمالها ومساعيها الخيرية!
Comments