بقلم: عاطف ميلاد
نشأ محمد صلاح وترعرع في قرية صغيرة في مدينة الغربية تسمى (نجريج) وهو من مواليد يونيو 1992، وينتمي لأسرة متوسطة الحال تتكون من أب يعمل في التجارة وأم ربّة منزل وأخ وأخت. لم يستطع صلاح الالتحاق بالجامعة لظروفه المادية فالتحق بمعهد لاسلكي.
بدأ رحلته الاحترافية لكرة القدم كناشئ صغير في نادي (المقاولون العرب عام 2010). أغرب ما حدث لهذا الفتى الذهبي أنه حاول الانضمام لنادي الزمالك القاهري إلا أن رئيسه وقتها ممدوح عباس رفضه بحجة ضعفه الجسماني وقلة خبرته... والحمد لله كثيراً على هذا الرفض الذي أصبح حجر الزاوية ونقطة الانطلاق الحقيقة لرحلة الاحتراف لصلاح في الدول الاوروبية.
تنقّل صلاح في رحلته الاوربية المثيرة على العديد من الأندية الاوربية بدأها من بازل السويسري عام 2010 ثم انتقل نقلة ضخمة لم تكلّل بالنجاح المتوقع عندما اشتراه نادي تشيلسي عام 2013 بعد تألقه مع بازل ثم انتقل منه على سبيل الإعارة عام 2015 لنادي فيورنتينا وتألّق هناك أيضاً ثم انتقل مره أخرى على سبيل الإعارة لنادي روما مع أحقية الشراء عام 2016 , ومع تألقه الهائل تم فعلاً تفعيل بند الشراء مقابل 15 مليون يورو, ثم كانت محطته الأخيرة عندما اشتراه نادي ليفربول عام 2017 بمبلغ خيالي يقدر بنحو 50 مليون يورو ليصبح بذلك أغلى لاعبي أفريقيا على مدار التاريخ.
في ليفربول أصبح مو صلاح كما تحب أن تطلق عليه جماهير ليفربول النجم الأول للفريق وهدّاف الفريق التاريخي، وأصبح أكثر اللاعبين الأجانب تسجيلاً للأهداف فقد سجّل 42 هدفاً على مستوى الدوري والبطولات الاوربية، وفي عامه الثاني وبعد إصابة كبيرة في نهائي بطولة أوروبا على يد راموس لاعب ريال مدريد العنيف تراجع مستواه بعض الشيء ولكنّه ظلّ هدّاف ليفربول الأول بتسجيله 32 هدفاً في كل البطولات ووصل صلاح مع فريقه للمرة الثانية لنهائي أقوى بطولة أوروبية في إنجاز بل إنجاز تاريخي.
أصبح صلاح معبود الجماهير المصريّة الأول، وأصبحت الجماهير المفتونة به تنتظر مبارياته بشغفٍ شديدٍ وأصبحت المقاهي المصرية تمتلئ عن آخرها من شمال البلاد لجنوبها عندما تكون هناك مباراة لليفربول، وأصبحنا نشاهد الأطفال والشباب وهما يرتدون قميص ليفربول الأحمر.
شارك محمد صلاح بصورة فعّالة أيضاً مع المنتخب المصري ووصل معه للمرة الثانية في تاريخه الى كأس العالم وسجّل هدفين ليزيح مجدي عبد الغني الذي أذلّ المصريين بصورة كوميدية بهذا الهدف. محمد صلاح ابن مصر لا يترك فرصة الاشتراك في أي عمل خيري أو نشاط إنساني يخدم به بلده إلا ويقوم به ونتذكر حملته ضد الإدمان والتدخين والتّبرع لصندوق تحيا مصر بمبلغ 5 ملايين دولار.
اللافت للذكر هو التّطور الرهيب لشخصية محمد صلاح وإتقانه اللغة الانجليزية واندماجه هو وعائلته الصغيرة المتكوّنة من زوجته وابنته مكة في المجتمع الانجليزي ولم يعد يعير الاهتمام للانتقادات التي تطوله من حين لآخر نتيجة هذا الاندماج.
محمد صلاح بدأ حياته فقيراً جداً وأصبح الآن من أغنى أغنياء اللاعبين وواحد من أهم 3 لاعبين على مستوى العالم كله والأهم هو أنه ملك قلوب كل المصريين خاصة وكل العرب عامة وأصبح الملك المتوّج على عرش لعبة كرة القدم.
Comments