بقلم: الاعلامي فادي نصار
تعتبر فكرة إنتاج وقود الديزل الحيوي بإستخدام الطحالب الدقيقة والمعروفة بإسم وقود الطحالب “ algae fuel “من الأفكار الحديثة جداً في مسيرة البحث عن مصادر جديدة للوقود، خصوصاً بعد تزايد الانبعاثات الناجمة عن إستعمال الوقود الاحفوري، والتي تلعب دوراً أساسياً في عملية التغير المناخي.
ميزات الطحالب المُزرقة
تعتبرالطحالب الخضراء المزرقة صديق جيد للبيئة ، لأن زراعتها السهلة (يمكن زراعتها في الصحاري) ، ونموها السريع(تُضاعف نموها خلال 24ساعة)..إضافة الى كونها لا تتطلب مياه عذبة وقيمتها الغذائية عالية، وليس لها أي تأثير سلبي على المحاصيل الغذائية الأخرى، كما أن زراعتها تلغي الحاجة إلى الزراعات المكثفة وتحد من تلوث المياه الجوفية، وتساهم في تخفيض إنبعاثات CO2 السامّة.
خمسة تطبيقات مذهلة
-1 إنتاج الوقود الحيوي: تتحتوي الطحالب على نوع من الزيت يقارب 50% من كتلتها الكلية، إضافة الى بعض المركبات البيوكيميائية الاخرى مثل الدهون المحايدة( ثلاثي, ثنائي, أحادي الغليسريد، أحماض دهنية حره), والدهون القطبية (السكرية, الفوسفاتية) و إستيرات الشمع. وبناء عليه تم التفكير في استغلال هذه النسبة من الزيوت لانتاج وقود بسلاسل كيميائية، تشابهه كميائياً سلاسل الهيدروكربونات البترولية. غير أن هذا الوقود لا يشارك الإيثانول في بعض الصفات الضارة بالبيئة، وتقدر الدراسات العلمية عن أن كل هكتار من الطحالب الخضراء يمكن أن تنتج مابين 20-50 طن سنوياً.
-2 تنظيف المياه الملوثة : استفاد العلماء في الكثير من دول العالم، من شراهة الطحالب للمغذيات الكيميائية، لتنظيف مياه الصرف الصحى من ماء المصافي، وإزالة المواد الكيميائية الضارة منها(90% أمونيا النيتروجين و97% من الفوسفور).
-3 مستحضرات التجميل المستدامة: استخدم الهنود الحمر منذ قرون، كمادات الطحالب لتجنب الولادات المبكرة، غير الطبيعية، حيث كانوا يضعونها على بطون الحوامل نظراً لمفعول الطحالب في تقوية البطن وتليينها.وقد اكتشف العلماء حديثاً، أن للطحالب فعالية كبيرةّ في إيقاف تساقط الشعر والحفاظ على نضارة ونعومة البشرة، كونها تمد الخلايا polysaccharides الذي يحافظ على مادة الكولاجين (COLLAGEN) والالستين (Elastin ) التي تساعد على ليونة وحيوية البشرة. واليوم تستخدم الطحالب لإنتاج انواع صحيةً ومتطورةً من (الشامبو) ومستحضرات التجميل والعناية بالبشرة.
-4 امتصاص ثاني أكسيد الكربون: تمتص الطحالب غازثاني أكسيد الكربون بكميات كبيرة تصل إلى 1000كغ/سنوي، وذلك عبر قيامها بعملية التمثيل الضوئي التي تحتاج الى ثاني أكسيد الكربون واشعة الشمس والماء ، إلا أن الطحالب لا تسحب غاز ثانى أكسيد الكربون من الجو فقط وإنما أيضاً تنتج كتلة حيوية يمكن استخدامها فى إنتاج أنواع وقود مثل الايثانول يستخدم كوقود للسيارات.”.وهي تكنولوجيا نظيفه لا تولد نفايات سامة أو خطرة.
-5 غذاء حقيقي: إضافةً الى غناها بالبروتينات والمعادن والفيتامينات، تستخدم اإضافةً الى غناها بالبروتينات والمعادن والفيتامينات، تستخدم الطحالب المزرقة كمكملات غذائية للإنسان و كأعلاف للحيوان وخصوصاً الأسماك والدواجن. وقد ثبت علمياً أنها خالية من المواد السامة وغنية بالبروتين وخاصة طحلب السبيرولينا،وهو من الطحالب الخضراء المزرقة، حيث تصل نسبة البروتين فيه إلى 65% بالمقارنة مع 20% في اللحم البقري ، و 20- 25% في البيض. إلا أن هذا البروتين يتفوق بدرجة عالية عن البروتينات الموجودة في البقوليات، فيما تشكل الأحماض الدهنية (3 omega و omega 6) 8 % من وزن هذا الطلحب المزرق.
-6 أسمدة عضوية: ييحتاج النبات عموماً إلى عناصر غذائية معينة، كوحدات البوتاسيوم والأوكسجين ووحدات الفوسفور،وقد وجد العلماء أن الطحالب المزرقة غنية جداً بهذه العناصر،وقد أدى استخدامها كأسمدة، جودة عالية ومردوداً مرتفعاً في المحاصيل..
تدخل الطحالب في أكثر الصناعات وخاصة منها الكيميائية والدوائية، حيث يعتمد عليها في صناعة الأصباغ الطبيعية، مضادات الأكسدة، الفيتامينات ،الأحماض الدهنية، مستحضرات التجميل، المكملات الغذائية والأسمدة العضوية وغيرها.
الى أي مدى ستنجح البشرية باستغلال الطحالب لمواجهة التغير المناخي الخطير الذي يهدد الحياة على الكوكب الأخضر؟.
Comments