بقلم جهاد آدم
تحدّى الصعاب وثابر لتحقيق هدف حلم به, لم يفقده فقدان بصره بصيرته، بل أغناه علماً وأدباً … أبدع وترك بصمته في ميادين أدبية عدة , نتحدث عن عميد الأدب العربي الحديث ورائد التنوير الأديب المصري طه حسين في ذكرى وفاته المصادف يوم 28 اوكتوبر / تشرين الأول 2020.
عاش طه حسين حر الرأي وكان فكره مزيج حضارتين متناقضتين, حضارة الشرق وحضارة الغرب. فبات أحد أهم المفكرين العرب الذين تمردوا على التقاليد البالية ونبذوا التخلف والظلم, فكرّس أعمالَه للتحرُّر والانفتاح الثقافي، مع الاعتزاز بالموروثات الحضارية القيّمة.
نال حسين جائزة الأمم المتحدة لجهوده في الدفاع عن حقوق الإنسان في مصر ، كما منح وسام النيل ، أعلى جائزة ممكنة في مصر.
ثمانون عاماً من الإبداع والتميّز، أثمرت بحراً أدبياً أثرى المكتبةَ العربية بأكثر من خمسين كتاباً في الفلسفة والتاريخ ونظرية التعليم والأدب.
تزوّج طه حسين من السيدة سوزان بريسو التي كانت ظلاً له لم تفارقه يوماً حتى فارق هو الحياة بأكملها في أكتوبر/ تشرين الأول 1973.
“Avec Toi” كتاب سطّرته سوزان بريسو باللغة الفرنسية عقب وفاته؛ إحياءً لذكراه التي لم يطوِها الموت ولا النسيان. يروي الكتاب الذي ترجم فيما بعد الى العربية, إحدى أرقى قصص الحب في عالم الأدب. رقيّ مصدره التناقض بين بريسو وحسين من حيث الدين واللغة والبيئة الثقافية, حسين مصري مسلم وبريسو فرنسية كاثوليكية, هو من عائلة فقيرة ، وهي من عائلة أرستقراطية. كان حبًّا من أول همسة، وزواجاً متيناً لم تفتُر فيه المحبة يوماً ولعل جدران “رامتان “ تحمل في طياتها ذكريات سنوات طويلة جمعتهما في رحلة طويلة غير تقليدية تغلبا فيها معاً على مصاعب الحياة. “رامتان” منزل طه حسين وسوزان بريسو أصبح اليوم متحفاً ومركزاً ثقافياً يضمّ تراثاً قيّماً للأدب العربي .
Comentários