بقلم: جهاد آدم
تزامناً مع تاريخ ميلاد لويس برايل يحتفل العالم في 4 يناير من كل عام باليوم العالمي برايل. وقد جاء اعتراف الامم المتحدة رسمياً بهذا اليوم ليسطّر رسالة قوية للمسرح الدولي وليوجّه دعوة لزيادة الوعي بأهمية طريقة برايل في محو الأمية والحرية والمساواة لملايين المكفوفين الذين يستخدمونها في جميع أنحاء العالم.
طريقة برايل هي تمثيل عن طريق اللمس للرموز الأبجدية والرقمية التي تستخدم ست نقاط لتمثيل الحروف والأرقام إضافة للرموز الموسيقية والرياضية والعلمية وقد سميت بهذا الاسم نسبة لاسم مخترعها لويس برايل الذي ولد عام 1806 في فرنسا وفقد بصره في سن الثالثة. برايل الذي أُرسل إلى المعهد الملكي للشباب المكفوفين في باريس تعرّف على نظام التشفير الذي كان الجنود يستخدمونه لإرسال الرسائل واستلامها دون إصدار صوت. نظام التشفير الذي اعتمد على النقاط البارزة لقراءة الحروف والكلمات كان شرارة ألهمت برايل على إيجاد طريقة للقراءة والكتابة لسدّ الفجوة بين الأشخاص الذين تمتّعوا بنعمة الإبصار وأولئك من حرموا منها.
عمل برايل بلا كلل ونجح وهو في الخامسة عشرة من عمره على تطوير نظامه الخاص الذي سمح للمكفوفين بالقراءة والكتابة بسرعة. اختراعه هذا غيّر حياة العديدين واعتمد بعد عامين من وفاته كنظام اتصالات رسمي للمكفوفين في فرنسا. وبعد ما يقرب من 200 عام ما زال هذا النظام مستخدماً من قبل المكفوفين وضعاف البصر في جميع أنحاء العالم.
يوم برايل العالمي دعونا نتذكّر أهمية المساواة في الوصول إلى المعلومات لمن لا يستطيعون قراءة المطبوعات مؤكدين انه حق لهم وليس امتياز ومتأسفين أن العديد من المؤسسات ما زالت حتى يومنا هذا متغاضية عن أبسط حقوقهم. يمكننا أن نذكر على سبيل المثال أن القوائم وكشوفات حسابات أو فواتير المطاعم والبنوك والمستشفيات ما زالت غير مجهزة بطريقة برايل, وهذا انما يعني أن الأشخاص المصابين بالعمى أو ضعاف البصر ليس لديهم حرية اختيار العشاء الخاص بهم او حق الحفاظ على خصوصية مواردهم المالية.
ونحن إذ نشيد باعتراف الأمم المتحدة بأهمية طريقة برايل كوسيلة لاكتساب القراءة والكتابة فإننا نتطلع الى تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وندعو إلى إلغاء القوانين والممارسات التي تديم التمييز لضمان استقلاليتهم وتمكينهم من التمتع بأبسط حقوقهم سواء في التوظيف والعمل أو في ممارسة جنسيتهم والتصويت بشكل مستقل او في قراءة الاتصالات الشخصية والمهنية الخاصة بهم بشكل مستقل.
Comments