بقلم: ريتا فرنسيس جبور
أنا غيفارا العرب أنا أبو الثورات.
أنا ثائر على كل الطغيان، ثائر على الحكام ثائر على الإمام ثائر على الرهبان
ثائر على أم وأب ثائر على الشبّان ثائر على ثورة يقودها الصبيان!
لو كانت بيدي جميع الأديان لعصرتها وأبقيت فيها على السلام
لو كانت بيدي جميع الزعامات لأفرغتها في سلة المهملات
لو كانت الشعوب في يدي لعلمتها كيف يكون العصيان!
الساعة الآن تمام الثانية فجراً والناس تفترش الطرقات، ليس الآن
ولا هنا بل في موطني لبنان...
السماء تملؤها سحابات من الدخان، طفولة تهشمت ولم تعد سويّة
لا تخف ليس هنا بل في سوريا...
أناس يملؤون الشوارع ويبدأ العراك والمتنبي والجاحظ تبعثرت أشعارهم
ليس هنا بل في العراق...
صبية الحي وبناتها يتحايلون على الطفولة ليبنوا ذكريات بألعاب ليست كالألعاب
بل من ماء وطين، اطمئن ليس هنا بل في فلسطين...
الكل يدفع فواتير أهل الطمع وهم غافلون أو نيام.
أنا غيفارا العرب، أحل ضيفاً عزيزاً على جميع الثورات
ليست لي مطامع في مناصب ولا غايتي جمع الثروات، ولدت فقيراً وهكذا أمضي مثقوب الجيب ناكراً للذات لكن لي كرامة وأحب أهل الكرامات!
سرت مع ثوار سوريا ناديت بالحرية لكنها لما تمخضت أنجبت اللعنات!
انضممت إلى ثورة لبنان وانسحبت عندما تحولت مطالبنا هتافاً للزعامات!
تسللت إلى العراق وتظاهرت مع المتظاهرين إلى أن فرقونا بنار وهراوات!
صليت لأطفال فلسطين دون أن أعيش وجعهم لأنهم محاصرون من جبناء!
يئست من ثوراتنا التي تبدأ بالهتاف وتنتهي بالهتاف، يئست من ثورات تبدأ بالشعارات والمطالبات وتقع أمام صخرة الانقسام فينام من ينام وييئس من ييئس ومن يبقى يعود فينبطح سجادة تطؤها أرجل الزعماء!
أنا وأنت هنا وقلبنا هناك، عقلنا هناك وجعنا هناك، نحيا هنا وكل ما فينا هناك! شوارعنا ضجت بنا وامتلأت بشعوبنا الساحات وهم يتربعون على عروش لولا شعوبهم لسقطوا لكنهم باقون. أصابهم الصم والبكم والعمى وال”عمى” بهكذا حكام!
صوتي ضعيف رغم تمردي ورغم بعد المسافات لكن لي كلمة أقولها للجميع من هنا من أرض المساواة: “ لا تهللوا لهذا وذاك ولا تتعاركوا من أجل اسم من هنا واسم من هناك. اسمعوا صوت ضمائركم ولا يهمكم في ثورتكم سوى المعاش والماء والكهرباء.... ملايين صُرفت في غير موضعها ومكانها جيوب الفقراء. زعماؤنا شبعوا وثمنوا وأشبعوا بطونهم وبطون حواشيهم من لقمة الفقراء، من تعليم الفقراء، من إذلال الفقراء! ثوروا على من في مجالسه ينسى بكاء الأمهات ينسى أنكم أبرياء ينسى بأن له الأرض ولكم السماء! ثوروا من أجل أنفسكم لكرامةٍ نهبوها بالرياء!”
Comments