بقلم: رحمن خضير عباس
على مسرح جامعة كارلتون، كانت ليلة الجمعة الثامن والعشرين من شباط لهذا العام، حيث فرقة (فلامنجو عربي) التي أثارت الدفء في ليل أوتاوة الذي يشعّ بالثلج والأضواء. وحيث قناة ريدو التي تبدأ من فضاء الجامعة، وتنتهي بشاتو لورييه في بؤرة المدينة. تلك القناة التي احتضنت مهرجان الثلج، فأصبحت أطول (رنك) للتزحلق في العالم.
بعض طلبة جامعة كارلتون يذهبون إلى جامعتهم من مركز المدينة عن طريق التزحلق، وكأنهم يطيرون في الهواء، فيجمعون بين المتعة والتنقّل والدراسة.
كان المسرح عامرًا بالوجوه التي اندمجت مع أجواء الغناء والرقص.
يتعانق الموّال العربي بالترتيمات الإسبانية. كما يمتزج إيقاع العود بنوتات الگيتار.
ويبدأ الغناء العربي الذي ألفناه، فيجيبه صوت إسباني، بينما الراقصة الغجرية تتضرج بألوان فستان الرقص، هذا الزي الجميل الذي يبدو كلوحة فنية مزدانة بالألوان، والتي تجعل الراقصة تعزف بواسطة الجسد أكثر الألحان تأثيرًا.
أقدامها تضرب على خشب المسرح بقوة ومهارة، فتنتج مزيجًا من دوي الموسيقا. بينما جسدها يتحرك بإيماءات حادة، وكأنّها تحكي لنا قصة الأندلس وهروب الموريسكيين، وقصص الغجر وهم يحاولون تأكيد هويتهم بواسطة الرقص والغناء.
ورغم أنّ فن الفلامنگو ظهر في القرن الثامن عشر، ولكنّ جذوره التأريخية تمتد إلى الأندلس.
ثمة ملامح لزرياب الذي هرب من بغداد، ليؤسس مدرسة غنائية تركت بصماتها على ربوع الأندلس. وحينما استولى القشتاليون على قرطبة وغرناطة وبقية تلك الربوع الجميلة. كانت الموسيقا عسيرة على الاعتقال، فقد بقيت حرة طليقة، ولكنها تضمخت بالحزن الذي انعكس مؤخرا على هذا النمط من الغناء الذي نشأ في بدايته بين الغجر الذين يطوفون في أرجاء اسبانيا.
كان الشاعر الأسباني لوركا من شعراء فنّ الفلامنكو، والذي أثرى هذا اللون بأجمل قصائد الشعر الذي يتغنى بالحرية والحبّ والحياة. لذلك فقد اشتهر هذا الفن وتحوّل إلى أيقونة، كما تحوّل إلى لغة محبة بين الشعوب.
Kommentare