top of page
صورة الكاتبThe Ambassador Team

قصة قصيرة جداً

تفاصيل وتفاصيل أخرى ......


بقلم : الاعلامي رأفت صادق



احتلت الشمس مكانها فى كبد السماء.

يوم حار جداً من أيام شهر يوليو الساخن.

عقارب الساعة تزحف كسلحفاة عجوز نحو الثانية ظهراً.

هبط من المبنى الشاهق الذي يتوسط المدينة التي تعج بالسكان .

يحمل حقيبته في يده ويسير ببطء شديد.

عشرون عاماً وهو يعمل بالقطاع الحكومي تحمّل كثيراً من أعباء وظيفته, لكن في الآونة الأخيرة لم يعد يحتمل كل التفاهات التي تحيط به في كل مكان تطؤه قدماه .

في العقد الخامس من عمره تكسو وجهه حمرة شديدة وبدأت شعيرات بيضاء قليلة تتسلل إلى رأسه.

شعر بحرارة الشمس تلسعه. حمل حقيبته التي تكتظ بالأوراق على رأسه ليحتمي بها.

الشارع ما زال ينبض بالمارة رغم حرارة الشمس الحارقة.

حاول عبور الشارع الرئيسي بالمدينة لم يلتفت يمنة أويسرة.

دهسته سيارة نقل قادمة من الجهة الأخرى واختفت عن الأنظار بسرعة.

نافورة من الدم راحت تغرق الاسفلت تحت أقدام المارة.

التف عدد من المارة حول الجسد الغارق في دمائه. ساد الجميع حالة من الصمت الشديد وكأن على رؤوسهم الطير.

همس أحد الواقفين إلى أخر يقف بجواره: ده لسه عايش..... الحمد لله.

أخرج تليفونه الخاص من سترته يطلب عربة الإسعاف

لحظات..

صوت السرينة يقترب من بعيد.

هبط من السيارة اثنان يرتديان زياً موحداً حملاه داخل السيارة.

وانطلقت السرينة مرة أخرى في شوارع المدينة.

انصرف المارة كل إلى حاله.

في المستشفى يبدو كل شيء هادئاً.

انتبه العاملون بها فجأة لصوت السرينة يقترب .

قاموا بتجهيز غرفة الطوارئ.

وضعوه فى التنفس الصناعي.

طبيب واحد بقسم الطوارئ نائم في الغرفة الخاصة به.

ذهب أحد مساعديه يوقظه صرخ فى وجهه ...انتظرني خمس دقائق.

دخل الطبيب غرفة الطوارئ.

نظر إلى الجسد المضرج في دمائه.

سرت قشعريرة في جسده.

شعر بصوت هاتفه المحمول أخرجه من ملابسه وخرج من الغرفة يتلقى المكالمة.

كانت زوجته على الجانب الآخر.

هاي حبيبي ...اتأخرت ليه؟.. مستنياك.

توقفت نبضات القلب وتحول الجسد بداخل الغرفة إلى جثة هامدة لا حراك لها


٠ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

كي لا ننسى .. احنه مشينا للحرب

بقلم: نزار العوصجي ذات مرة في الثمانينيات جلست وأنا مسافر بالقرب من فتاة تبين أنها من البصرة، وهي طالبة في المرحلة الرابعة بجامعة صلاح...

Comments


bottom of page