بقلم : مها عبد المالك
تعتمد الحياة اليومية في كندا، بشكل عام، على استخدام السيارات بكافة أنواعها وأحجامها، وهي الوسيلة الأولى لنقل الافراد والبضائع. لذلك تعد قواعد وعلامات المرور جزءاً هاماً جداً وأساسياً في حياتنا اليومية، وغالبا ما نتبعها بسبب التعود، أو فور انتهائنا من الحصول على التدريبات المطلوبة واجتياز اختبار رخصة القيادة، فمعلوماتنا تكون دائما حديثة. ولكن الغالبية من سائقى السيارات وكافة المركبات التي تسير في الطرقات قد يغفلون بعضا من القواعد الهامة والتشريعات المرورية الملزمة لكل من يستخدم الطرق المعدة للتنقل كافة.
لذلك سنبدأ مع هذا العدد، وفي الأعداد القادمة، الحديث عن أهمية القواعد والتشريعات المرورية مع عرض جانب من تاريخها وتطورها، ومدى تأثيرها في حياتنا اليومية.
لكن من المهم أولا أن نبدأ موضوعنا هذا بالحديث عن نشأة وتطور القوانين الخاصة بالمرور والتي صاحبت التطور الصناعي والاقتصادي و الاجتماعي.
قانون المرور الأول : مع نمو وقوة الثورة الصناعية في إنجلترا، بدأت المركبات البخارية في الاستخدام بكثرة بخاصة بين المدن والحقول، لنقل المواد الخام من مناطق إنتاجها الى مناطق تصنيعها. وعلى الرغم من أنها كانت بطيئة وصاخبة ومن المستحيل عدم ملاحظتها، إلا أنها شكلت تهديدًا كبيرًا للمارة والخيول. لذلك وحفاظا على سلامة وأمن الأفراد والخيول، قام البرلمان البريطاني في عام 1861 بإصدار أول قانون للمركبات البخارية على الطرق السريعة المعروف باسم، The Locomotive on Highways Act وعلى الرغم من أن نصوص وبنود أول تشريع هذا تبدو غريبة ومثيرة للسخرية، إلا أنها النواة الحقيقية لقوانين المرور.
في عام 1865، تمت مراجعة القانون وتحويله إلى قانون القاطرات (المعروف أيضًا باسم قانون العلم الأحمر). تطلب الأمر أن يسبق المركبة، بغض النظر عن الغرض منها، رجل يحمل علمًا أحمر عند السفر على الطريق السريع – بالمناسبة استخدم القانون منذ صدوره و حتى الآن مصطلح الطريق السريع لأي نوع من الطرق، بما في ذلك الشوارع وممرات المشاة العامة.
تم تخفيض حدود السرعة إلى 6 كيلومترات في الساعة من 16 كيلومتر في المناطق غير الحضرية و3 كيلومترات في الساعة في المدن. لكن الإضافة الأكثر أهمية كانت اشتراط استخدام ثلاثة أشخاص على الأقل لتشغيل مركبة: واحد للقيادة، وواحد للوقود (الفحم)، وآخر يحمل علمًا أحمر. تم استخدام الشخص الذي يحمل العلم لغرضين: إبطاء السيارة في حالة تطلب ذلك، وتحذير المشاة وراكبي الخيول الذين يقتربون من المركبة
في عام 1896، ألغي قانون القاطرات الحاجة إلى طاقم مكون من ثلاثة أفراد، وزاد حدود السرعة 22 كم / ساعة، والأهم من ذلك، إضافة فئة القاطرات الخفيفة والمعروفة إلى اليوم بفئة أقل من 3 طن.
لوحات الترخيص الأولى: ومع ازدياد عدد المركبات على الطرقات، ازدادت حاجة السلطات إلى تتبعها ومتابعة أصحابها. ويعرف أن أول دولة استخدمتها كانت فرنسا، في عام 1893. لكن الدولة التي أنشأت نظامًا كاملاً للترخيص والترقيم واصدار تراخيص قيادة كانت هولندا.
رخصة القيادة الأولى: لأول مرة، وفى عام 1904 تم إدخال مصطلح القيادة المتهورة، مع تحديد العقوبات للمذنب، لذلك تم فرض قانون للحصول على ترخيص بالقيادة، ولكن لم يكن هناك بعد مدارس لتعليم القيادة ولا اختبارات، وكان يتم إصدار رخصة قيادة عن طريق ملء بعض الاستمارات و دفع الرسوم و كانت في ذلك الوقت خمسة شلنات.
أضواء المرور الأولى: تم استخدام إشارات المرور لأول مرة ذات لونين (أحمر وأخضر) مع أول قانون للمرور 1868. ولم تكن تستخدم الكهرباء في العمل، بل الغاز، وتحتاج إلى التبديل يدويًا على نفس طريقة إشارات القطارات. وتوقفت بعد شهر نتيجة انفجار إحداها.
ومع ذلك، كانت الفكرة جيدة، لذلك تم إحياؤها في الولايات المتحدة في عام 1912 من قبل ليستر واير، الرجل الذي يعتبر مخترع إشارة المرور الكهربائية ذات اللون الأحمر والأخضر. تم تركيب أول واحد في عام 1914 على زاوية شارع East 105th وشارع Euclid Avenue في كليفلاند، أوهايو. ثم الضوء ثلاثي الألوان في عام 1920، على يد ويليام بوتس.
تم ربط إشارات المرور معًا لأول مرة في مدينة سولت ليك، في عام 1917، عندما تم التحكم في حركة المرور في ستة تقاطعات بواسطة مفتاح. وظهرت إشارات المرور الآلية عام 1922 في هيوستن. بعد خمس سنوات.
أول نظام إشارات للطريق: يُعتقد إن أول نظام إشارات طريق بمعناه الحديث قد تم إنشاؤه في عام 1895 بواسطة نادي الرحلات الإيطالي، ولكن لا يُعرف الكثير عن أحكامه. في عام 1909 فقط، وافقت تسع دول أوروبية على استخدام نفس العلامات للإشارة إلى سمات الطريق مثل “النتوء” أو “المنحنى” أو “التقاطع”. ومستمر العمل بهذا النظام الموحد حتى يومنا هذا.
هذه كانت فكرة سريعة عن ظهور وتطور القواعد والعلامات المرورية، وفي الاعداد القادمة سوف نتحدث عن أهمية وتأثير القواعد والقوانين المرورية على حياتنا اليومية.
Comentários