بقلم : غسان فؤاد ساكا
يعدّ الفكر السياسي بحد ذاته إشكالاً معرفياً ومنهجياً تتحكم فيه الذاتية الإنسانية التي تشتد في حقل العلوم الإنسانية لأنه تاريخ للصراع
البشري حول امتلاك السلطة والثروة والتحكم فيهما ولعل الإشكال يشتدّ عند وجود النوازع المختلفة التي تقدم نظرية سياسية في خضم الاعتراك تظهر خطابات مختلفة قد تتفاعل وتتصارع حول الأحقية المتعددة.
وعند النظر في الكتب التاريخية نظرة شمولية عامة سنلاحظ المؤرخ يغطي العصور السحيقة الغامضة حولها روايات عديدة لايمكن الاطمئنان إليها بسبب انعدام الوثائق وأحيانا تخالف منطق العقل. ويعتمد على أدلة مادية ملموسة في الاستدلال على الوجود الحضاري حيث يبتعد عن الأدلجة والتنظيرات المجردة للمفاهيم ويقدم التاريخ السياسي بوصفه حدثاً أو وثيقة بلغة محايدة الى درجات واضحة في نص الكتب التي بين أيدينا. فلا تجد ألقاب المديح المبالغ فيها او التمييز بين الشخصيات أو الانتصار لطائفة دون أخرى, أو إهمال الوثائق او الأحداث لأنها لاتتماشى مع الغايات المسبقة أو الافتراضات التي تتناقض ومنهج البحث التاريخي.
فيجب ان يتجرد السياسي عند انكبابه على الانتماءات السياسية والثقافية والدينية والقومية ويترك جانباً من مشاعره وعواطفه فالوصف للاحداث والشخوص وبتجنب المديح والمبالغات.
Comments