بقلم رئيسة التحرير غادة مفيد التلي
سلام لروحك يا معمر القذافي فأقوالك الفكاهية تفتقدها مؤتمرات القمة، عربية كانت أم إسلامية، ففي الأمس القريب بدأت وانتهت فعاليات مؤتمر القمة الإسلامية المنعقد في السعودية. كان الحضور عربياً بامتياز مع غياب بعض الدول وأهمها إيران وتركيا. أما سوريا المجمّدة عضويتها فلم تعد بمفهوم آل سعود والعربان عربية إسلامية إذ يوجهوا لها دعوة للحضور، لكن بكل تأكيد كان للحديث عنها والتعاطف الظاهري معها حضور.
وبعد جولة سريعة على أهم ما حدث من وجهة نظري، استميحك عذراً أن أضحك أنا بدلاً عنك هذه المرة. بالمناسبة كنت دائماً أتساءل عن سر نومك ونوم بعض الرؤساء في هكذا اجتماعات, لكني سرعان ما أيقنت أنك حسناً كنت تفعل, فبيع الكلام والتكرار يدفع للتأفف والملل والملل يدفع للنوم والنوم في ظلّ ما يحدث سلطان وسلطان.
أما عن السعودية فقد ظهرت بمظهر الملاك الحارس الذي أرسله الله للأمة الإسلامية بعد أن استغبت الجميع وأوهمتهم أنّ إصلاح حالهم همّها الوحيد.
مندّدة بالإرهاب أولاً, ومعرجة على القضية الفلسطينية وقدسها العربية ثانياً, وبضرورة الوقوف في وجه إيران داعمة الإرهاب في اليمن ثالثاً ورابعاً وعاشراً متناسيةً أنّ الإرهاب الذي تتكلّم عنه هو ذاته الذي دعمته وتدعمه في سوريا.
ضروساً كانت الحرب الكلاميّة على إيران الشيعيّة، فقد صوّرتها وكأنّها أصل مصائب العرب والعدو اللدود الذي يفوق إسرائيل شراً وعدوانية، والحق يقال وحدها العراق التي رفضت ما جاء في الكلمة الختامية حين أعلنت أنها تأمل أن تتوطد أواصر الصداقة بينها وبين الجارة الإيرانية ضاربة بعرض الحائط كل التوصيات والتعليمات السعودية. ولا أعتقد أن هناك داعياً لأذكر أن كل ما قيل كان قد قيل مراراً وتكراراً على مدار كل سنين المؤتمرات. فالتنظير إحدى صفاتنا نحن العرب حتى وإن لم نربطه بأفعال، وبيع وطنيات بخصوص الأراضي المحتلة، على سبيل المثال لا يكلّف شيئاً سوى حبر على ورق وقاعات اجتماعات.
أما سوريا التي كما أخبرتكم أنهم تطرّقوا للحديث عنها وعن جولانها المحتل, فقد طالب المؤتمر بانسحاب اسرائيل من الجولان ولكَم ضحكت أنا شخصياً من هكذا طلب وتمنيت لو أني حاضرة وقلت لهم “دعوا سوريا وشأنها فحربها الداخلية وموت وتشريد أهلها أكبر من أن يناقش في أوراقكم المرمية وقبل أن تشكروا لبنان للجهد المبذول في استضافة السوريين رغم اشارتكم لرفضها دمج او اندماج اللاجئين في مجتمعها, اشكروا الأمم المتحدة التي لطالما دفعت له ومازالت تدفع عن كل فرد سوري في أراضيها.
أما أخيراً فقد فضّت الإجتماعات وعاد كل وفد الى بلده ليغني عن ليلاه, ورجع شهريار إلى قصره المنيف بعد أن ظنّ أنه فعل كل ما يريد وغطّ في نومٍ عميقٍ, فجاءه في الحلم أطفال اليمن المرضى وأطفال السودان والصومال الجوعى وأطفال سوريا المشردون معاتبين ومتسائلين أين نحن من قمّتك يامن تجلس على قمم البترول. فانتفض سريعاً متعوّذاً بالله من الشيطان الرجيم الذي يوسوس في صدره بكل الواقع الأليم وآثر النوم من جديد مصدراً الأوامر لخياله الواسع الخصيب بألا يجعله يحلم بغير إيفانكا ذات الجمال الصارخ وصدرها الرحب الجميل فآتاه حالاً بحلم كما يشتهي ويريد لكن للأسف كالعادة لم تكن وحدها بل برفقة والدها وقد رسمت على وجههما ابتسامة عريضة وفي أيديهما كل ما أرادوه من دنانير.
Comments