top of page

كلمــة العــدد

تاريخ التحديث: 22 أبريل 2020

بقلم رئيسة التحرير غادة مفيد التلي


 

أعترف أنني أخطأت حين اعتقدت أن مشاكل دول العالم الثالث أو ما يسمى بالدول النامية والتي من ضمنها الدول العربية تعود الى حكوماتها وسياساتهم.

لكن بعد سفري الى كندا المصنّفة من أوائل الدول المتقدمة أدركت أن المشكلة ليست في سياسة تلك الدول النامية فقط بل في سلوك بعض أبنائها أينما تواجدوا على امتداد الكرة الأرضية.

وإن كنت لا أعمم حتى أكون منصفة ولا أُتهم بعدم المصداقية

فهناك، من وجهة نظري، أنواع من المهاجرين تجب التفرقة بينهم.

النوع الأول هو الباحث عن عالم أفضل من عالمه الأساسي والذي يسعى جاهداً إلى الاندماج في المجتمع الجديد من خلال سعيه الدائم إلى حياة أفضل فيتعب على نفسه ويقوم بالتزاماته وواجباته ليصل الى أهدافه.

وهذا النوع هو الذي يجب على الدولة أن تشجعه كي لا يجد نفسه بمنزله واحدة مع من يتحايل على القانون أو من يكون عالة على البلد المضيفة كأصحاب النوع الثاني, هؤلاء الذين ينظرون الى البلد الجديد نظرة المحتل الذي يسحل أموالها وخدماتها وفي نفس الوقت يتعالى عليها أو يحتقر ثقافتها وتمدنها كل ذلك بدلاً من أن يصبح جزءاً منها ويراعي قوانينها.

وبين النوع الأول والثاني يظهر نوع ثالث, وهو النوع الذي يملك عملاً خاصاً كمحل لبيع منتج ما أو مطعم أو مصنع صغير أو شركة فنراهم يتدخلون في اختصاصات الأشخاص الذين يعملون عندهم ولا أعرف الحقيقة هل يفعلون ذلك بحكم مخلفات الماضي الذي تعودوا عليه في بلادهم الأصلية أم بدافع التسلّط والسيطرة أم بدافع الفوقية والفهم الذي يدعونه في كل كبيرة وصغيرة، فبينما ينتقدون أخطاء بلادهم ويهربون منها يسارعون بتطبيق ما كانوا يرفضونه وينتقدونه في بلادهم الأم ما إن تطأ أقدامهم أرضاً أخرى.

وبين كل هؤلاء تظهر أيضاً فئة المستفيدين أو بتعبير أدق الاستغلاليين الذين يُعتبرون من أخطر الفئات فلا يتركون فرصة تفوتهم دون أن يستفيدوا من القادمين الجدد فنرى بعض أساليب النصب والاحتيال المبطنة تظهر باسم المساعدة وعمل الخير لوجه الله فيسارعون بتأمين متطلبات الوافدين وهم في الحقيقة يسرقون أبناء بلدهم مستغلين جهل القادمين وحاجتهم الى الاستشارة والمساعدة.

وبالمقابل هناك الأشخاص الواعون المحبون للمساعدة الحقيقية والأعمال الخيرية دون انتظار للمقابل فيهتمون بكبار السن والايتام ويؤكدون على أهمية دور المرأة في المجتمع من خلال دعمها والوقوف بجانبها.

ولا بد ان اشير من باب الحق والانصاف أنه كما هناك الإنسان الوصولي والاستغلالي والطماع هناك أيضاً الطيب الصالح صاحب الفكر المميز.

كل ماسبق نماذج موجودة في كندا وفي كل مكان فتح ذراعيه للمهاجرين, وإن كان الاختلاف والتعدّد سر قوة الدولة فإنه من ناحية أخرى يُوقِع علينا واجباً مضاعفاً تجاه هذه الدول التي استقبلتنا ليسهل اندماجنا بها وذلك باحترام قوانينها وانظمتها وانسانيتها أولاً وتجاه بعضنا البعض بأن نتزين بالأخلاق الحميدة ونساعد بعضنا ونتمنّى الخير للآخر لنكون حضاريين بكل ماتعنيه الكلمة من معنى ثانياً.

وأخيرا دمتم جميعا راقيين بمعاملاتكم وأساليبكم أعزائي القراء .

Commentaires


bottom of page