بقلم رئيسة التحرير غادة مفيد التلي
في هذه الايام تجري التحضيرات على قدم وساق للانتخابات الفيدرالية في كندا
وأما الأحزاب فتتنافس بقوة لعرض عضلاتها بخطط مستقبلية ومشاريع تنموية تاركة للمواطن الكندي حرية الاختيار،
مع كثير من الوعود والآمال المقنعة،
ولأنني لم أحصل على الجنسية الكندية بعد فلا يحق لي المشاركة في هذا المهرجان الديمقراطي،
فمشاركة في تقرير المصير، وتقرير الحكام والسياسات مشاركة أراها لطيفة لطالما افتقدتها بشكلها الشفاف في بلادنا العربية،
ولأنني أؤمن بالمحبة كأجمل الجنسيات، وأكثر المذاهب طوباوية، ولأنها لا تمنح سهواً ولا تؤخذ عنوة ولا تسقط أبداً،
فسأخوض موضوع انتخاب من نوع آخر تماماً،
ترى كيف يكون انتخاب من يسكنون القلوب؟؟ ومن هؤلاء الذين هم الأولى باستحكامنا بالمحبة؟؟
من الأولى ومن الأحق؟؟
ترى كيف علينا اختيارهم؟؟
هل ينتهي دورنا بمجرد جلوسهم على كراسي قلوبنا ام نتشارك معهم مسؤولية تنفيذ خطط ضمان بقائهم
إن بداية العشق كالانتخابات الفيدرالية التي تتغنى بها كندا،
في البداية يستعرض العاشقون أجمل ما لديهم،
يقدمون قلوبهم على أطباق من ذهب،
يقسمون بالولاء وبالبقاء حتى ينتهي الوقت من كل هذا الوقت،
يتخيلون أنفسهم طوق نجاة، ومراكب لشطآن آمنة،
وعندما يستحكمون بعضهم بالحب، يتغير كل شيء، ويتغير السلوك الغريب في المحبة ويصير السلوك المعتاد سيداً في كل حال،
فيدور الشك وتكثر الأسئلة وينفتح العقل على كل النقاط المظلمة، ويشعر العاشقون بأنهم يخوضون في خسارة حمقاء
فالضعيف منهم يعلن إخفاقه على الملأ, وأما القوي فيعود وينهض كأقوى من كل فترة مضت وتتجدد البيعة في القلوب وينقشع الغبار عنها وتحيا من جديد،
في انتخابات القلوب وحدها يكون الانتخاب الأبدي بيعة ناجحة،
لأن الحب قادم من لا نهايات هذا الكون, وطريقه لا نهايات على الطرف المقابل أيضاً، يمر بنا ويسكننا ويمضي ومعه نمضي.
هو أبدي لأنه كان منذ الأزل،
وسرمدي لأنه مثل الموت.
إذاً الحب هو البداية والمحبة هي الحكاية، والحبيب الحق هو الذي يحرص بكثير من العناية أن يمنع الصدأ عن القلوب،
وهو الذي يحترم كلمته ووعوده فيستحق بجدارة انتخاباً دورته تستمر كل الوقت وتنتهي حين نخرج من درب الحياة إلى مستقرنا الاخير في التراب
فحسبنا أن نحب.. أن نفي بما وعدنا به،
أن نصون الوعود والعهود ليصوننا الخلود.
Comments