top of page
صورة الكاتبThe Ambassador Team

ارتقوا فكندا لايليق بها أناس يسكنون القاع


 


لم تكن ليلة الثامن من شهر شباط الحالي ليلة من ليالي ويندزر الهادئة والعادية، فقد كان عشاق المطرب السوري حسين الديك على موعد مع حفلته المنتظرة والمصادفة هذا اليوم، وبالمقابل فقد كان ذلك اليوم يوماً من أسوأ أيام بعض شخصيات المعارضة السورية الموجودة في هذه المدينة والذين اعتبروا أن الحفل هو لمطرب من مؤيدي النظام أقيم رقصاً على جراحهم التي ما زالت تنزف الى هذه اللحظة رغم سفرهم ومضي الوقت.

ولم تكن ليلة عادية أيضا لرجال الأمن والبوليس الذين كانوا في مكان الحفل المقام ليقوا الساهرين شر المعترضين وليقوموا بتأمين حماية المتعهد والمطرب والمحتفلين.

إلى هنا، قد يبدو الأمر طبيعياً ومألوفاً لكن الذي لم يكن طبيعياً هو أن يقوم هؤلاء المعارضون أو بعبارة أدق المعترضون على الحفل باتباع أساليب غير شرعية لإيقافه بدءا بتهديد حياة متعهد الحفل وأسرته ومروراً بسبٍ وذمٍ وإساءةٍ دينية وطائفية واجتماعية وانتهاء بتصرفات هي أبعد ما تكون عن الأصول والرقي، إذ أنهم خلطوا الحابل بالنابل والفن بالسياسة والدين بالطائفية فدلت تصرفاتهم على منتهى الأنانية والسوء والوحشية.

أما أكثر ما هو مسيء في الأمر فهو الاجتماع والكلام والتصرف باسم أبناء الجالية السورية عموما، وكأن هذه الجالية تقتصر عليهم وحدهم ولا تضم أناساً آخرين قد لا يتفقون معهم فيما يرونه صواباً.

فإلى كل هؤلاء الذين نصبوا من أنفسهم وكلاء عن البقية أقول:

ماذا كان سيضيركم لو فعلتم ما فعلتموه بطريقة راقية بدلا من اللجوء الى الطرق الهمجية والتهديد والوعيد؟

من ذا الذي سيقف في وجهكم لو حملتم شموعاً مضيئة وقمتم بمسيرة صامتة تعبر عن حزنكم؟

من كان سيجرؤ على انتقاد أفعالكم لو حملتم اللافتات المنددة او هتفتم الهتافات البعيدة عن التعصب والعنصرية وتلك التي تتعرض لسمعة النساء.

ليتكم أيقنتم أننا جميعنا نأسف لحال بلدنا لكن ليس بهكذا طرق رجعية واستبدادية تقام الاحتجاجات. فما هربتم منه وتكرهون أن يفعل بكم هو ما تفعلونه بإصرار مع من يختلف معكم.

لذلك ياعزيزي السوري كنت من تكون

أن تهرب من بلدك طلباً للأمن والأمان وأن تختار دولة علمانية وديمقراطية لتعيش فيها وتنعم بحرية كنت تفتقدها في بلادك وتمارس كل حقوقك فيها، كل هذا يحق لك،

لكن الذي ليس من حقك ويجب أن تعيه جيداً هو اعتداؤك على حرية الغير أياً كانت الأسباب ومهما اختلف معك فكرياً أو سياسياً أو دينياً أو تحت أي بند اختلاف كان، فهذا هو اللامبرر واللا المقبول.

إذ أن ما تراه أنت خطأ قد يراه غيرك صواباً ومن تعتقده عدواً لك قد يكون صديقاً لغيرك ومن تعارضه أنت قد يؤيده غيرك وذاك الذي تعتبره سفاحاً ومجرماً قد يعتبره غيرك بطلاً ومنقذاً

لذلك الأجدر بك أن تحترم قوانين الدولة التي آوتك وحقوق غيرك المختلف معه وحقه في العيش على أراضيها مثلك تماما، وأن تحترم أيضاً نفسك لتحظى باحترام الغير، وأن تكون على علم أن كندا بلد يتسع للجميع مؤيدين ومعارضين طالما لزموا حدودهم وليست لك وحدك لتقرر من يزورها ومن يطرد منها ومن عليها استقباله ومن عليها منعه فهي أدرى بما يناسبها.

يجب أن تعي أيضا أن احترام ديانة الغير وملته وسياسته وآراؤه أمر واجب عليك وليس تفضيلاً ومنية منك.

وأخيراً أرجوكم دعونا نعيش حريةً لطالما افتقدناها حيث كنا، دعونا نعيشها جميعا أفعالاً لا كلاماً.


١١ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page