بقلم : الاعلامية لونا بولص
تجاوز التاريخ البشري الكثير الكثير من الأزمات الكثير الكثير من الحروب والكوارث انتصر فيها ابن آدم على كل المصاعب والمعوقات لتستمر الحياة ويستمر معها كل هذا العلم والتطور التقني والحضاري. الغريب في الأمر أننا كلما انتصرنا في معاركنا مع الأمراض الخبيثة واللعينة انهزمنا أمام معاركنا الإنسانية مع بعضنا! لم تعش البشرية اطلاقا حالة صفاء لم يختف الجشع والطمع من حياتنا ومخيلتنا في التعامل مع الآخر كنا وما زلنا منتصرين في معاركنا الخارجية ومهزومين في معاركنا الداخلية! الآن جاءتنا لحظة أخرى من الخوف لحظة نشترك بها جميعا مميزة بشموليتها في تجربة لم يعشها هذا الجيل من قبل مما جعله يلتفت للمشترك فيما بينه وترك او الابتعاد على الأقل من المتقاطعات.
نحن جميعا بحاجة الى وقفة مراجعة، الى إثارة أسئلة كبيرة غير أسئلة الوجود والكون التي استهلكتنا بها الفلسفات على مر التاريخ الى أسئلة الإنسان الضائع والسعادة المبهمة، لماذا نحن لسنا سعداء؟ لماذا ابتعدنا عن الطبيعة كثيرا؟ ماذا تركت فينا وسائل التواصل والميديا؟ كيف نتجاوز الفراقات العائلية داخل البيت الواحد هناك مسافات بعيدة؟ حتى الحب الذي هو أسمى الأشياء تحول الى غابة من المصالح ومشاعر نفعية خالصة؟ .
لحظة الخوف لا بد ان تفتح لنا لحظة أخرى من التفاؤل والأمل أنّ بالإمكان إعادة عقارب ساعة العاطفة البشرية الى الوراء قليلا تلك الساعة التي توقفت كلما تقدمت الآلة على الإنسان وأصبحت الحياة جنوناً استهلاكياً لا أكثر.
أليست الحياة سريعة نوعاً ما؟ أليست الأحداث في أيامنا رتيبة ومملة جداً؟ ما الذي أعطى للحياة سرعتها وما الذي أضفى الرتابة على كل شيء حتى لحظات الفرح لم تعد تختلف كثيراً عن لحظات الحزن والوجع في أيامنا هذه؟
لحظة من مواجهة الذات ومعرفة أسرارنا ومجاهيل ارواحنا تلك كورونا! لاأذمها كثيراُ ولا اخشاها كثيراً لكن أتمنى أن نقف أمامها كثيراً كالمرآة لنكتشف ما خلفته الأيام فينا.
Comments