كي لا ننسى ... ليلة سقوط الموصل
- The Ambassador Team
- 31 يوليو 2020
- 3 دقائق قراءة
من مذكرات الاستاذ سعد الصائغ
يوم الخامس من حزيران مقتل القيادي الأول في التنظيم ( ابو عبد الرحمن البيلاوي ) بعد محاصرته من قبل قيادة العمليات في منطقة

موصل الجديدة فقام بتفجير نفسه ، وبنفس التوقيت تم إلقاء القبض على قياديين في داعش وجرى التحقيق معهم من قبل استخبارات الفرقة الثانية بحضور اللواء مدير الاستخبارات الداخلية في نينوى واللواء محسن قائد الفرقة والعقيد ركن محمد حامد المرافق الشخصي مهدي الغراوي قائد عمليات نينوى واعترف المعتقلون بخطة ومحاور الهجوم والقرى التي تواجدوا فيها وحسب المعلومات التي وردت للاستخبارات عن نية داعش بالتعرض للقطعات العسكرية من الشمال الغربي لمدينة الموصل عن طريق الصحراء قادمين من سوريا فجرى استطلاع عسكري وامني للقاطع ، في حين كان الفريق الركن مهدي الغراوي في بغداد لإعلام القيادات العسكرية والأمنية بالمعلومات اعلاه.
اليوم الاول بعد منتصف ليلة 2014/06/06 تقدمت عناصر من داعش تقدر بأربع مئة عنصر يستقلون سيارات بيك اب من شمال مدينة الموصل بالتحديد من الحدود السورية ودخلوا الموصل من ثلاثة محاور دون التعرض لهم: المحور الأول: مشيرفة / المحور الثاني: شارع ستين / المحور الثالث: وادي جلاقة باتجاه حي الاقتصاديين. واصطدمت بنقاط السيطرة للفوج الرابع طوارئ نينوى الرابع / شرطة محلية يقوده العقيد البطل ذياب العبيدي واشتبك معه دون ان تتلقى القوة دعما من قبل قيادة العمليات . سيطر التنظيم على الأحياء السكنية في مشيرفة و17 تموز والهرمات وبدأ يقصف الأحياء السكنية وتم أسر عشرة منتسبين مع ضابط كما استشهد عدد من منتسبي الفوج والمدنيين نتيجة القصف العشوائي وكان أول شهيد مدني (الشاب عثمان طالب القصاب).
اليوم الثاني 2014/06/07 استمر داعش بالتقدم والسيطرة على اللواء السادس ومصادرة الأسلحة والأعتدة والآليات وانسحاب قطعات اللواء السادس من دون أوامر ومن دون قتال، وبدأت العوائل بالنزوح من الاحياء السكنية التي سيطرت عليها داعش في المناطق التي تعرضت للقصف على أمل قيام عمليات نينوى بالهجوم المقابل واستعادة الاحياء السكنية ومقر اللواء السادس. وبدأت الخلايا النائمة الالتحاق بالتنظيم وإعادة تنظيمها لاستكمال التقدم الى مركز المدينة.
اليوم الثالث 2014/06/08 تمركز القطعات المنسحبة من اللواء السادس والشرطة المحلية في فندق الموصل وأخذت موضع الدفاع
اليوم الرابع معركة الفندق: دفع التنظيم بصهريج التابع للواء السابع باتجاه فندق الموصل وحال وصول الصهريج الى الفندق تم الرمي بطلقات نارية وقذائف من قبل القوة المتمركزة بالفندق فانفجر الصهريج الممتلئ بالمتفجرات وإحداث ضرر كبير وسمع صوت الانفجار في الجانب الايسر من المدينة من شدة وقوة الانفجار. واستشهد على أثره عدد من الضباط والجنود والشرطة وأدّى الانفجار الى انهيار الدفاع الهش وغير المعزز بجواز كونكريتية لمسافة عن الفندق لتحمي القطعات المدافعة. كانت قيادة عمليات نينوى ومعها ضابطان برتبة كبيرة أوفدا من بغداد ليقدما المساعدة لقيادة العمليات ولكنهما لم يقدما شيئاً بل كانا عائقاً امام تحرك القطعات الموجودة في نينوى ولم يقدموا المشورة للقيام بهجوم مقابل سيطرة التنظيم على الفندق وهو موقع استراتيجي لكونه يقع على مرتفع رأس الجسر الثالث المطل على نهر دجلة.
ليلة السقوط 2014/06/10 بعد معركة الفندق واصل التنظيم تقدمه باتجاه مديريات ومراكز الشرطة ومقرات القطعات العسكرية وباتجاة ومقر المحافظة وصولا الى قيادة العمليات والمطار الموصل والسيطرة على البنك المركزي والجسور. كما استولى التنظيم على الأسلحة والأعتدة والهمرات والآليات والأعتدة وطائرة سمتية في مطار الموصل تركها طاقهما بدون وقود وصواريخ. انسحاب كافة للقطعات العسكرية بعد عبور داعش الى الجانب الأيمن من المدينة ونزوح جماعي لم يشهد له مثيل في تاريخ العراق.
اليوم الخامس 2014/06/11 تم خطف ثمانية واربعين شخصا من القنصلية التركية ومن ضمنهم القنصل التركي وأطلق سراحهم بعد تدخل الجانب التركي. أما أسباب سقوط الموصل فأهمها:
١. ترك الحدود مفتوحة من دون تواجد قطعات من ألوية الحدود لحمايتها.
٢.انسحاب إحدى الفرق العسكرية قبل بدء الهجوم الى خارج المحافظة بأمر من القائد العم للقوات المسلحة.
٣. إنسحاب الفرقة الذهبية والتي كانت متمركزة في المطار وعدم إشراكها في صد الهجوم على الموصل.
٤. عدم الاهتمام لتقارير الاستخبارات والتي حذرت من الهجوم لسقوط الموصل .
٥. وجود نصف العدد من الموجود الكلي للفوج واللواء .
٦. منح إجازات إجبارية للجنود والضباط قبل الهجوم بأسبوع وتم سفرهم عن طريق مطار الموصل.
٧. انشغال ضابط قيادة العمليات بابتزاز المواطنين ومحلات الصيرفة وتوقيف الأبرياء وابتزازهم بالمال مقابل إطلاق سراحهم.
٨. نصب سيطرة عند جسر القيارة من قبل القوة الموجودة في القاطع وتهريب سيارات النفط والبنزين والتسبب بأزمة البنزين في المحافظة.
٩. سوء الادارة للحكومة المحلية وعدم وجود تنسيق وخلافات كبيرةمع قيادة العمليات وزيارة المحافظ ساحة الاعتصام في منطقة السجن القديم ادى الى مشادة كلامية حادة مع قائد العمليات .
١٠. سوء تعامل السيطرات مع المواطنين وإبقائهم الانتظار في الجو الحار في الصيف بشكل متعمد مماخلق فتور بين المواطن والجيش.
١١. بعد سقوط الموصل وهروب الأمرين والقادة اعترف الفريق الركن مهدي الغراوي من على الفضائيات بطلب العون من القائد العام للقوات المسلحة بصد الهجوم فأجابه: (اترك الموصل وشأنها)
هذا سرد سريع وباختصار لأحداث الموصل التي راح ضحيتها آلاف الشهداء والمفقودين وترك آلاف من الأيتام والأرامل ولازالت تعاني الموصل من ابشع جريمة في العصر الحديث.
コメント