ترجمة د: هديل العزاوي
* الجزء الاول من مقال بقلم ستيفن كراسنر(سفير سابق للولايات المتحدة الأميركية وحالياً أستاذ في جامعة ستانفورد الأميركية.
تركز مبادئ السيادة المتحكمة في الحاجة الى بناء دول قومية قادرة على مسك زمام الحكم بمشروعية ضمن حدودها السيادية وتحقق الاستقرار والأمن والرفاهية لمواطنيها. فالسيادة المتحكمة يجب ان تملك قوة الجذب المؤثرة والتي تصل الى الأهداف السياسية المهمة من خلال استثمار الموارد الفاعلة، وهذه السيادة يمكن أن تقبل وجهات النظر المختلفة حول طرق تامين الحماية عند التعرض للتهديدات، والتي يمكن أن تستوعب سياسات مختلفة وتتبنى عدة مناهج لبناء الدولة. يقول ستيفن كراسنر إنّ مبدأ السيادة المتحكمة من شأنها أن توفر أساسا صالحا لتحقيق سياسة خارجية عقلانية وإدارة هندسية عسكرية متفوقة، للوصول الى الأمن والاستقرار والعدالة.
يذكرنا كراسنر بأنّ صناع القرار للقوى العظمى، مثل الولايات المتحدة الاميركية، يمكن أن تطمح إلى تحقيق الاستراتيجيات الكبرى بناءً على النتائج المنطقية والأساليب والوسائل المعدّة مسبقاً. ولكنهم نادرا ما ينجحون في تحقيق تلك الاستراتيجيات، ومع هذا فقد ثبت أنه من الصعب التوفيق بين الرؤية والسياسات وتسخير الموارد. وعلاوة على ذلك، فان العديد من الجهات الدولية وغير الدولية التي لديها علاقات متبادلة او متصارعة او أمنية على مصالح مشتركة، وتملك ديناميكيات تكنولوجية متطورة تتعرض الى صدامات سياسية واقتصادية واجتماعية غير متوقعة ومعقدة للغاية رغم سياساتها العقلانية. فالستراتيجية العظمى التي تستخدمها الولايات المتحدة لأكثر البدائل وضوحا لاتعتبر استراتيجة على الإطلاق بل تعتبر بشكل آخر (قائمة تحقيق رغبات) ومع ذلك يعتقد كراسنر بأنّ استخدام واحدة او أكثر من المبادئ التوجيهية هي أفضل بديل لتحقيق الاستراتيجية الكبرى.
Comments