“مت فارغــــــاً”
- The Ambassador Team
- 31 يوليو 2020
- 2 دقائق قراءة
بقلم : الزا مراديان
“لا تذهب إلى قبرك وأنت تحمل في داخلك أفضل ما لديك، اختر دائماً أن تموت فارغاً”. أجمل ما قاله تود هنري في كتابه “ م

ت فارغاً.”
استلهم الكاتب فكرة كتابه من خلال سؤال طُرح خلال اجتماع عمل وكان حول تحديد الأرض الأغنى في العالم. البعض أشار الى بلاد الخليج لغناها بالنفط وآخرون ارتؤوا بأنها أرض أفريقيا حيث مناجم الماس. إجابات عديدة أخرى طرحت لكن أي منها لم تصب الجواب الصحيح. الأرض المقصودة كانت أرض المقابر حيث ووريت أجساد أناس حملوا أفكاراً قيّمة لكنهم عجزوا أو تخاذلوا عن إخراجها للنور، فدفنت معهم.
“مت فارغاً” عنوان فريد يحمل معاني بليغة وبعيدة كل البعد عن مفهومنا للموت الذي يدفعنا دائماً الى تجنًب المعاصي والآثام استعداداً له وأملاً ببلوغ الجنة. “مت فارغاً” كتاب يدعو الى احتضان وفهم كلمة “ الآن” ورفض الخوف والأنا التي تعيق اتخاذنا لإجراءات أو لقرارات تحقق طموحاتنا.
تود هنري يدعونا في كتابه الى تجنب التقاعس لأن تكلفته غالباً ما تكون باهظة جداً. معظمنا يعيش مع فكرة عنيدة بأنه دائماً سيكون لدينا غداً للقيام بعملنا الأكثر أهمية وقيمة. فترانا نقضي أيامنا بممارسة نشاطات عديدة ، متنقلين من مهمةٍ إلى أخرى, ولكن في نهاية كل يوم، غالباً ما نسأل أنفسنا “هل العمل الذي قمنا به اليوم كان مهماً حقاً؟ فيأتينا الجواب غالباً بالنفي. قد نشعر بتأخير الساعة من حين لآخر ولكننا نجد أنفسنا عالقين، غير متأكدين، متخوفين من السير قدماً ومتجاهلين عن قصد أو غير قصد الحقيقة القاسية بأنه عاجلاً أو آجلاً سينفذ كل الغد. دعونا نفتح أعيننا على الحقيقة الجلية وندرك بأن الغد ليس سوى أمنية غير محققة، وعلينا دائماً ان نعيش ونعمل كما لو أن اليوم هو كل ما لدينا. يقول تود هنري في كتابه أن كل واحد منا هو مزيج فريد من العواطف والمهارات والخبرات؛ وكل واحد منا لديه شيء يمكنه وحده فقط أن يحققه دون غيره. علينا أن نتخذ القرار بالإقدام دون تخاذلٍ او تأجيلٍ للغد والا فإننا سنتساءل دائماً “ماذا لو؟” وأن كل ما علينا أن نخطو الخطوة الأولى نحو العظمة.
تود هنري يرى أننا غالباً ما نؤجل العمل الى الغد لأننا لا نستطيع رؤية الخطوات التالية وأننا نفضًل العمل على شيء ملموس ذي مردود فوري بدلاً من المخاطرة بالكثير من الطاقة والجهد في شيء قد لا ينجز كما خطط له. ونتيجة لذلك، فإننا للأسف “نستقر” بمرور الوقت وننتصر لتحقيق الفوز السريع على حساب القيمة طويلة المدى التي يمكننا توليدها. لا يوجد شيء خاطئ في التخفيف من المخاطر بشكل استراتيجي، ولكن الأعمال الرائعة تتحقق فقط من قبل أولئك الذين هم على استعداد لتحمل المخاطر الصغيرة اللازمة لاتخاذ موقف جديد. الأمان وهم، لأننا إذا لم ننتقل إلى منطقة جديدة، ونتعلم مهارات جديدة، فسيتم استبدالنا في نهاية المطاف بأشخاص آخرين.
يعتقد تود هنري أن حب الراحة هو عدو العظمة في الحياة والعمل. الراحة والعمل اللامع هدفان متنافيان. فإذا أردنا تحقيق عمل ناجح علينا الاختيار بين القيام بالشيء المريح أو القيام بأفضل شيء. هذا لا يعني ألا نستكين الى الراحة أحياناً، وإنما يعني ألا نجعل الراحة هدفاً رئيساً وإلا سنعجز في نهاية المطاف عن تقديم أفضل أعمالنا.
Commenti