بقلم: د. غسان فؤاد ساكا
هو إخلافٌ بالوعد وكذبٌ في الحديث وخيانةٌ للأمانة. والنفاق ظاهرةٌ أجتماعية تتجسّد في التملّق والتّسلق للوصول الى الهدف بأية وسيلة. إنها وللأسف محور حياتنا اليوم حيث باتت نفاقاً في نفاق كما يقولون. إنحلالٌ في الاخلاق وضياعٌ للمبادىء والقيم السامية. فقد عمّ الفساد في سائر المجالات. فتفشت الرشى وانعدم الضمير وكم من مالٍ يُدفع على حساب أصحاب الحق من الأكفياء والأذكياء ليتولى بدلاً منهم من لايستحق من الموالين للزعماء والحكام المفسدين في الارض. لكن ذلك لن يدوم ولابد من انتصار الحقيقة وإحقاق الحق وسيظل المرتشون والراشون في ظلمات النفاق. إنّ النفاق يتجسد في كثيرً من الأمور أبرزها الدعايات الكبيرة والتهاني الأسبوعية وشكر الشخصيات غير المستحقة والإعلام المنحاز للظالمين وأصحاب النفوذ, ناهيك عن مظاهر البذخ في الأعراس والمناسبات الاجتماعية المختلفة.
إن مايجري في مجتمعاتنا العربية عامة أمرٌ مأساوي محزن ومقلق فقد استولت علينا المظاهر, وشدتنا المفاتن, واستبدت بنا الأنانية واختفت المصلحة الوطنية العليا. وتلاشت المودة والمحبة وغاب الوفاء وصار المال غاية كل إنسان. ورفض الصدق فصار عملةً نادرة, وموضع استهزاء, وأصبح غريباً وشاذاً من سلكَ طريقَ الحق واتبع نهج الصدق في السلوك والمعاملة والفكر, وبعيداً عن العصرنة فليس كل مايلمع ذهباً. أمام هذه الكارثة الأخلاقية والاجتماعية وهذا الواقع المتردي نحتاج الى الجرأة والمواجهة العنيدة ومحاربة كل مظهر للفساد, والتنشئة الصحيحة عن طريق الاسرة الصالحة والمدرسة والمؤسسات الثقافية التي تسهم في بناء الشخصية الإنسانية. إننا بحاجةً ماسةً الى حياةً معاصرةً تقوم على أساس العلم والتفكير العلمي وقائمة على الصدق والنقاء والقيم. ورحم الله من قال: وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت - فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
تعليقات