بقلم: الاعلامية ماريشا الزهر
كالماء والهواء أصبح الانترنت في حياتنا اليومية فلا يمر يوم واحد إلا وكل منّا يستخدمه لأغراضه وحاجاته الشخصية خاصة فيما يتعلق بالتسوق الالكتروني الذي يعدّ من المفاهيم الحديثة نسبياً وبالرغم من ذلك إلا انها باتت تشكل خطراً حقيقياً على المحلات التجارية الموجودة في الأسواق، ولا يقتصر الأمر على بلد بالتحديد لأنها - كما سبقنا وقلنا – تتم عن طريق الانترنت وتستقطب الشرائح والأذواق والأعمار المختلفة كافة.
تسوقٌ في شكله يقوم على العرض الكثير المترافق مع شرح تفصيلي للمنتج والخيارات المتنوعة له، وفي مضمونه يحمل الكثير من المخاطر على اعتبار عدم معرفة الجهة المسوّقة أو عدم ضمان جودة المنتج، لكن الأشخاص اليوم أكثر اتجاها لهذا النوع من التسوق وذلك توفيراً للوقت والجهد والبحث إضافة إلى توفير منتجات بأسعار رخيصة لتتمكن المتاجر الالكتونية من استقطاب عدد كبير من الزبائن ومن خلق روح المنافسة مع غيرها من المتاجر.
هنا في كندا الأمر نفسه حيث أطاح التسوق الالكتروني بمعظم المحلات التجارية التقليدية التي بدأت بإغلاق أبوابها منذ ما يقارب خمس سنوات ومنها تعرّض للإفلاس نتيجة التفاعل الكبير والواسع بالشراء عن طريق الانترنت سببها مجانية التجارة الإلكترونية وانتشار المواقع التي تبيع “منتجات - خدمات - معلومات أو أي من الأشياء الأخرى”، إلى جانب عدم التقيد بمكان وزمان بالتحديد وسهولة إنشاء تلك المنصات الالكترونية.
يمكننا القول أننا اليوم على عتبة عهد جديد في مفهوم التجارة خاصة عمليات البيع والشراء باستخدام الانترنت عن طريق الانتقال من التجارة التقليدية إلى الإلكترونية ولكنها تبقى عملة ذات وجهين الأول نافع ومفيد ومختصر لكثير من مشكلات التسوق العادي بالنسبة للمستهلكين، في حين تتضمن متطلبات هذا النوع من التسوق والتي تنصح الشاري بالتأكد من أن المواقع الالكترونية تبدأ بـ (https) وأهمية متابعة الرصيد الخاصة بالبطاقة البنكية بعد الانتهاء من عملية الشراء.
أما الوجه الآخر فمن الممكن أن يتعرض المستهلك لعمليات النصب والاحتيال من قبل المزوّرين في حال عدم معرفة الجهة العارضة، لذلك يجب أخذ الحيطة والحذر من العروض الالكترونية لتتم عملية الشراء بطريقة صحيحة وسليمة، لكن وعلى الرغم من ذلك يبقى مجال الانترنت واسع لعمليات الاختراق والتزوير حتى فيما يتعلق بنوعية وجودة البضاعة المعروضة فالمستهلك غير قادر على رؤيتها ولمسها حيث تعمد أغلب المواقع الاكترونية إلى إجراء شديد في عملية البيع أنه لا يمكن للشاري إرجاع البضاعة تحت أي سبب كان وخاصة فيما يتعلق بالألبسة من المعروف أن القياسات تختلف من بلد إلى آخر فيقومون بالتبديل فقط.
قضية تطرح العديد من الأسئلة على المدى البعيد! هل سوف يحتل الانترنت جميع مفاصل حياتنا التي نعيشها ويفرض نفسه علينا كزائر خفيف الظل يحمل الكثير من الخدمات ... أو هل ستصبح حياتنا قوامها استخدام الانترنت والانعزال التام عن المحيط الخارجي ... وغيرها من الأسئلة المجهولة الإجابة التي يفرضها العصر الالكتروني الحالي سواء شئنا ام أبينا.
Comments