top of page
صورة الكاتبThe Ambassador Team

هل تنقرض المدارس؟

بقلم: رحاب سعدة

أعلن جوجل أنه في خلال العقدين القادمين بمساعدة الذكاء الإصطناعي سيتمكن من تغيير شكل التعليم في العالم، فعصر الحفظ والمراجعة والامتحانات سينتهي ويحل محله شريحة يتم زرعها في المخ ويمكن تحميلها كل المعلومات والعلوم المطلوبة، ومزودة بشريحة للذاكرة تحتفظ بأضعاف ما يمكن لعقل طالب المدرسة أن يجمعه.

ولن يكون على الطالب سوى تحميل العلوم التي يريدها على تلك الشريحة في عقله حتى تتم عملية المعرفة كاملة، وفي حالة طلب استدعاء تلك المعلومات ستقوم النظم الحسابية algorithms الخاصة بالذكاء الصناعي بالبحث عن المعلومة المطلوبة في الشريحة المحملة فوراً واستدعاءها على وجه الدقة، وبذلك لا يكون هناك حاجة للامتحانات أو أسئلة نهاية العام. بل أن المدارس والتعليم بصورتهما التقليدية الحالية قد يتعرضان للانقراض بعد هذا التحول التكنولوجي الكبير، وتتقلص المنافسة بين الطلبة لتصبح معتمدة على جودة الشريحة وسرعتها ونوعية السوفت وير المحمل عليها ليس التحصيل والدراسة كما هو الحال الآن، ومن يملك “ثمن” الشريحة الأجود والأكثر سرعة سيمتلك العلم والتفوق على الآخرين.

بالتأكيد هي قفزة تكنولوجية مبهرة وتختصر سنوات طويلة في عمر الإنسان يقضيها في التحصيل وسيحتاج العصر القادم لسرعة الذكاء الصناعي لتحليل البيانات والمعلومات وتطبيق المعرفة والقوانين عليها. لكن يا ترى ، ماذا سيكون حال العائلات التي تعجز عن توفير هذه الشريحة لأبنائها ؟ ماذا سيكون حال الأبناء ؟ وما الوسائل التي ستتوافر لهم لمجابهة هذا الذكاء الاصطناعي المتقدم بإمكانيات العقل البشري المحدودة والمرتبطة بدورة التعلم الطبيعية الطويلة ؟ هل تنقرض المدارس دونهم فلا يكون أمامهم فرصة تحصيل ما يفوتهم من العلوم على شرائح المخ المزروعة؟ أم تبقى المدارس حكراً على هذه الطبقة الدنيا ؟ ولو بقيت من سيقوم بالتدريس في تلك المدارس لأطفال تعيش بمناهج قرن مضى وبإمكانيات الخطأ والصواب والتعرض للنسيان أي فقد المعلومة؟

وسؤال أهم لعلماء النفس عليهم البحث فيه، هل التعلم هو “حفظ المعلومات وتحليل البيانات فقط”؟ أم أنه عملية فكرية ووجدانية أكثر تعقيداً، وأكبر من مجرد تحميل المعلومات؟ أليس التعلم خطوات تفاعلية تراكمية تغير في استقبال الانسان للأحداث والواقع من حوله وتؤثر في عاطفته وحكمه على الأشياء .. هل التعلم مجرد تجميل معلومات ؟ أم تفاعل الوجدان والعقل وتركيبة الشخصية مع هذا العلم لينتج منها طرحاً جديداً او اكتشافاً جديداً ؟

لازال أمامنا وقت لنفكر في هذه المعضلات .. ولكن ليس كثير من الوقت ، فخطوات التكنولوجيا أسرع من تواؤمنا معها.



٣ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page