بقلم رئيس التحرير غسان فؤاد ساكا
تعددت وجهات النظر والآراء حول زيارة قداسة الحبر الاعظم بابا الفاتيكان مار فرنسيس الى العراق بين مؤيد لها أو معارض
ولكل من الطرفين آراء حولها.
أغلب المؤيدين كانوا سعداء حينما شهدوا قداسة البابا حاجاً زائراً بينهم للبلد الجريح ووضعوا آمالاً كبيرة على الزيارة وتوقعوا حلول الأمن والسلام لعراقهم بعد كل معاناته سنوات طوالاً بسبب الحروب والإرهاب الذي تبع خروج القوات الامريكية صورياً بالإضافة إلى الدمار والتهجير لقسم كبير من العراقيين ولاسيما المسيحيون واليزيديون والصابئة والتركمان وكثير من المسلمين.
أمّا معارضوا الزيارة البابوية فقد كانوا فريقين أيضاً. فريق علّق على الزيارة بكل احترام وأبدى بعض الافكار المحقّة وفريق أخر أسف في معارضته فكانت دون المستوى الأخلاقي لما حملته من تعصّب طائفي بغيض وحقد دفين على شخصية شجاعة هي شخصية البابا الذي اعتبر في نظرهم مسؤولاً هو وكنيسته عن دمار البشر والحجر في بلدهم.
وفي رأينا أنّ الاختلاف في الرأي والتعبير عن موقف إيجابي لابد منه ولكن حين يكون الاختلاف سبيلاً للخلاف بين مكونات العراق المتعددة فإن ذلك مصيبة المصائب إذ يرجع بنا إلى خنادق النزاع والصراع الذي لايمكن تجاوزه إلّا بالسلام والمحبّة وهذا لبّ الزيارة وهدفها الأساس (عودة المهجرين الى عراقهم والمصالحة وإعطاء كل مكون حقّه في أن يكون مواطناً مساوياً لأخيه في الحقوق والواجبات). إن بلدنا بلد الأنبياء والحضارة يستحقّ أن يعيش أبناؤه حياة آمنه حرة وكريمة.
Comments