top of page
صورة الكاتبThe Ambassador Team

بريطانيا تطالب مسيحي الشرق أن يموتوا بصمت جنرالات السودان ينقلبون على بعضهم

بقلم: طارق داود


** الاضطهاد والموت كان المصير الأكثر شيوعاً بالنسبة للمسيحيين في الشرق الأوسط. ورغم أن التاريخ وكتبه تحاول تجاهل الذكريات المؤلمة و”مهرجانات الذبح” التي تعرض لها المسيحيون في الشرق, فإن الكثير من المؤرخين وعلماء الاجتماع يبررون ذلك بحجة أنه لا داعي لتأريخ العنف والاحقاد, وأن ما حدث كان عبارة عن “حالات غوغاء” نتيجة طغيان مبدأ القبيلة والعشيرة على مبدأ الدولة. يغيب عن ذهن هؤلاء أنه حتى بعد ظهور الدول وسيطرتها على مجتماعاتها, فإن سياسة التعامل مع الوجود المسيحي كدخيل في الشرق استمرت بل وزادت حدتها. بعد أن كان اضطهاد المسيحيين يتم خلال حالات “فوضى” وغوغاء”, أصبح الاضطهاد منظماً وتحت ادارة الدولة. “مذابح سفو” كانت بإشراف دولة ومثلها “مذابح الارمن” وقبلهما كانت أحداث “دمشق 1860”. المسؤولية لا تقع على عاتق دولة بعينها, فما جرى هو مسؤولية جماعية تتحمل وزرها دول الغرب أيضاً. حتى محاولات بعض الدول الغربية استخدام مسيحيي الشرق كأداة ابتزاز سياسي مثل استغلال قضية “مذابح الارمن”, فان ذلك لن ينسي المسيحيين دور بعض الدول الغربية في المشاركة في ذبحهم. فدماء المسيحيين التي سالت بسبب التواطؤ البريطاني على مسيحيي الشرق وخاصة في العراق وفلسطين لاتزال تترك آثارها على كل حجر وصخرة في أرض المشرق. جديد المتاجرة البريطانية بدماء مسيحيي الشرق, كانت بمطالبتهم بأن يقابلوا ذبح داعش لهم بالصمت. فبدل أن تقدم بريطانيا الحماية لهم, هاجمت كل من حاول حمايتهم, حيث وجهت الشرطة البريطانية الاتهام لمار أفرام أثنيل , مطران كنيسة المشرق الآشورية في سوريا, “بتمويل داعش”. وقالت صحيفة “تايمز” البريطانية أن المطران قام بتمويل داعش عندما دفع فدية طلبها “داعش” لتحرير 230 أسيراً أشورياً لدى التنظيم. الحزب الآشوري الديمقراطي في سوريا رفض في بيان له الاتهامات البريطانية, مدافعاً عن المطران أثنيل بالقول: “لولا جهودهم وجهود المخلصين من أبناء الشعب الآشوري لتعرّض المختطفون إلى الذبح والقتل.




وشدد البيان على أنه “لن يقبل أن تمس سمعة المطران بسوء أو أي اتهام يطاله من أناس هم من صنعوا داعش وأخواتها وزجوا بهم في الأرض السورية لينشروا القتل والدمار والتخريب. ومن كان بالأمس جلاداً لا يستطيع أن يكون قاضياً اليوم”.


** عدم الاستقرار والاضطهاد الذي يتعرض له مسيحيوا المشرق انعكس سلباً على تركيبتهم البنوية, فغياب الدولة القوية القادرة والحامية لكافة مكونات شعبها, حوّل المسيحيين إلى هدف سهل وسط حالة الانهيار التي تتعرض لها دول الشرق الأوسط. أمام حالة الانفلات هذه, وغياب بنية تنظيمية للوجود المسيحي في الشرق, ظهر الضعف والتفكك في التركيبة الاجتماعية للمسيحيين. وهذا ما يتجلى من خلال المواقف المتصلبة التي تتبادلها الكنيسة الكلدانية في العراق مع ما يسمى كتائب “بابليون”, وهو فصيل مسلح مكون من مقاتلين مسيحيين بقيادة ريان الكلداني. الكنيسة الكلدانية رفضت وجود تنظيم مسلح مسيحي, حيث ذكر بيان للكنيسة حول الأمر الديواني الذي أصدره رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي في الأول من تموز 2019 أن “الكنيسة الكلدانية تدعم هذا الأمر وتعده خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، ومن شأنه أن يحصر السلاح بيد الدولة مما يرصن مؤسساتها، ويرسخ الوعي الوطني عند العراقيين على الهوية الوطنية الواحدة”. في المقابل يرى الكثير من المسيحيين أن عليهم الدفاع عن أنفسهم في وجه حالة الإبادة التي يتعرضون لها في ظل غياب الدولة ومؤسساتها.


** يبدو أن الحظ يعاكس لندن ولا يحالف خطواتها. فبعد أن كانت الشمس لا تغيب عن الامبراطورية البريطانية, أصبحت أشعتها في مضيق هرمز حارقة ومسبّبة للألم للعنفوان البريطاني. حاولت لندن أن تماهي واشنطن بسياستها التصعيدية ضد طهران, وقامت باعتقال سفينة إيرانية قرب مضيق جبل طارق.



اختارت مضيق هرمز للرد على بريطانيا, حيث قام حرس الثورة الإيرانية بالسيطرة على ناقلة النفط البريطانية “ستينا إمبيرو”. الخطوة الايرانية جعلت جميع الاطراف تراجع حساباتها خوفاً من انزلاق المواقف نحو مواجهة مفتوحة, مما استدعى أن تقوم الدول بنقل المواجهة الى حلبة السياسة واقتصار المواجهة على التلاسن الإعلامي. وفي هذا السياق أعلن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إن بلاده لا تسعى إلى أي مواجهة مع بريطانيا, مجدداً التأكيد على أنه من المهم أن يدرك الجميع أن إيران لا تسعى لمواجهة بل تريد إقامة علاقات طبيعية تقوم على الاحترام المتبادل.” أما لندن فقد أحسّت أنها أصبحت في موقف محرج فطالبت الدول الأوروبية بتقديم الدعم لها من خلال تشكيل قوة بقيادة أوروبية لحماية الملاحة في منطقة الخليج.


** التصعيد الإيراني كان له مفاعيله الاقليمية, حيث تشجّعت تركيا على اتخاذ موقف مشابه من واشنطن, التي تدعم أكراد سوريا في استخدام سياسة الامر الواقع لفرض الحكم الذاتي شمال سوريا. ورغم محاولات واشنطن تهدئة أنقرة من هكذا خطوة, نظراً لما قد تولده من خطر على الكيان التركي بأكمله, فإن تركيا ماتزال غير مطمئنة لرسائل التطمين الأميركية بأن الكيان الكردي لن يشكّل خطراً عليها. وفي هذا السياق, أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، عن إمكانية شن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، في حال فشل المحادثات مع الولايات المتحدة حول إقامة “منطقة آمنة” شرقي نهر الفرات. وفي ختام لقاء جمع أكار في أنقرة مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، حول هذا الموضوع، نقلت وكالة الأناضول التركية عن أكار قوله: “أبلغنا الوفد الأمريكي بآرائنا ومقترحاتنا كلها وننتظر منهم دراستها والرد بشكل فوري”. وتابع الوزير: “أشرنا مجدداً إلى أننا لن نتحمل أي إبطاء وسنأخذ زمام المبادرة إذا لزم الأمر.” وأوضحت الوكالة “أن أكار وقادة عسكريين بحثوا مع وفد أمريكي العملية العسكرية المحتملة ضد أهداف شرق الفرات.” من جهتها أعلنت وزارة الخارجية السورية رفضها المطلق لأي شكل من أشكال التفاهمات الأمريكية-التركية، معتبرة أنها تشكّل اعتداءً صارخاً على سيادة ووحدة سوريا. وشددت في بيان على أن تفاهمات كهذه، تعد انتهاكاً فاضحاً لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، معربة عن استنكارها “لاستمرار التدخل الأمريكي في سوريا، والذي يرمي إلى إطالة أمد الأزمة وتعقيدها”.


** لم يكد يتنفس السودانيون الصعداء عقب توقيع الاتفاق بين المجلس العسكري وأطراف المعارضة, حتى استفاقوا يوم الاربعاء 24 تموز/يوليو على إعلان الجيش السوداني إحباط محاولة انقلاب عسكري واعتقال مجموعة من كبار الضباط. وبعض أعضاء الحزب الحاكم السابق. وقال الجيش في بيان عسكري أن من بين المعتقلين بتهمة التخطيط للانقلاب، رئيس أركان الجيش الفريق أول هاشم عبد المطلب أحمد، وعدد من ضباط القوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات الوطني.




وأكدّ البيان أن “الانقلاب يهدف إلى إجهاض ثورة وعودة نظام البشير الذي أطاح به الجيش في أبريل بعد أشهر من الاحتجاجات, مشيراً الى أن الانقلاب أراد قطع الطريق أمام الحل السياسي المرتقب الذي يرمي إلى تأسيس الدولة المدنية”. وبثّ التلفزيون الحكومي مقطع فيديو معد مسبقاً، يزعم أن عبد المطلب، رئيس الأركان المعتقل، كان من المفترض أن يبث فيه نبأ الانقلاب.


** في تونس, أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إجراء الانتخابات الرئاسية في 15 سبتمبر/أيلول المقبل. وقالت شبكة “بي بي سي” أن رئيس البرلمان التونسي، محمد الناصر، أدى اليمين الدستورية كرئيس مؤقت لتونس, بعد إعلان رئاسة الجمهورية وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، 92 عاماً، في المستشفى العسكري بالعاصمة تونس. ووفقا للدستور التونسي، يتولى رئيس مجلس النواب محمد الناصر الرئاسة لمدة تتراوح ما بين 45 يوماً إلى 90 يوماً كحد أقصى، يتم خلالها تنظيم الانتخابات.


** رغم الخيبات التي تعيشها الدول العربية, إلا أن المنتخب الجزائري لكرة القدم أنعش آمال العرب بأن الفرصة مازالت قائمة لتحقيق بعض النجاح والتقدم في بعض المناسبات الدولية, حيث حقّق المنتخب الجزائري لقب كأس الأمم الأفريقية، بعد انتصاره على السنغال بنتيجة 1-0، في المباراة النهائية التي استضافها استاد القاهرة الدولي.



لكن الفرحة لم تطل حيث قدّم رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي، استقالته من منصبه، احتجاجاً على طريقة تعامل السلطات العليا في البلاد معه. وقالت وكالة الأنباء الألمانية أن زطشي في حالة غضب شديد بسبب إقصائه من حفل التكريم، الذي حظي به المنتخب بعد تتويجه بلقب بطل كأس الأمم الإفريقية “مصر 2019.”


** نعود الى لندن لنختم منها أخبارنا الشرق أوسطية, حيث تمت استضافة فعاليات “الأولمبياد العالمي للرياضيات” الذي تم تنظيمه بمدينة باث البريطانية، وشاركت فيه 112 دولة بينها 8 عربية. وتصدرت الصين والولايات المتحدة نتائج هذه الحدث العالمي فيما حلت المملكة العربية السعودية في المرتبة الأولى عربياً و33 عالمياً، وجاءت سوريا في المرتبة الثانية عربياً (55 عالمياً)، والمغرب ثالثاً (64 عالمياً). والأولمبياد العالمي للرياضيات هو مسابقة دولية تقام سنوياً، حيث من المقرر أن تستضيف مدينة بطرسبورغ الروسية أولمبياد 2020.


٠ مشاهدة٠ تعليق

Comments


bottom of page