top of page
صورة الكاتبThe Ambassador Team

بعد “الصداع” الذي سببته إيران, واشنطن تقرر تصفية القضية الفلسطينية

بقلم: طارق داود



** ما كاد الشرق الأوسط يختتم سنواته العشر العجاف حتى افتتح الرئيس الاميركي دونالد ترامب العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين بضربة مزلزلة كادت أن تفجر الشرق الأوسط وتطلق الحرب العالمية الثالثة, من خلال اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ومضيفه ابو مهدي المهندس نائب قائد الحشد الشعبي, الا أنّ ضبط الأعصاب الإيراني والبراغماتية الأميركية جنبا المنطقة مجابهة مفتوحة لا تحمد عقباها. واقتصرت تكاليف الرد الإيراني على اغتيال سليماني بــ “التسبب بالصداع” للجنود الأميركيين المقيميين في قاعدة عين الأسد الاميركية في العراق بعد أن استهدفتها إيران بصواريخ بالستية انتقاما لسليماني. صحيح أن

ضبط الإيقاع الذي مارسته واشنطن وطهران جنب البلدين المواجهة المباشرة, لكن حجم التصريحات وممارسات الطرفين على الأرض تشي بأنّ الأفعال وردود الأفعال لن تتوقف حتى انها ستزداد, خصوصا وجود إشارات استفهام كبيرة حول حقيقة سقوط الطائرة الأوكرانية في الأجواء الإيرانية, وفي هذا السياق اتهم جواد كريمي قدوسي عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني الولايات المتحدة، بأنها هي من حوّل الطائرة الأوكرانية إلى صاروخ كروز في الرادارات الإيرانية. في المقابل تتهم السعودية والولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية إيران بالوقوف وراء الهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن على المنشآت النفطية في السعودية, وقد ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الدفاعات الجوية السعودية أسقطت في الأسبوع الثالث من يناير/كانون الثاني صواريخ استهدفت منشآت تابعة لشركة “أرامكو”. ولم يصدر أي بيان رسمي من شركة “أرامكو” بهذا الشأن، فيما أشارت الصحيفة إلى أن ممثلي حركة “أنصار الله” اليمنية، قد أعلنوا أنهم استهدفوا عدة مواقع في السعودية، منها تلك التابعة لـ”أرامكو”. تبادل الردود الاميركية الإيرانية اثارت ذعر الطبقة السياسية في واشنطن من انزلاق ترامب الى مواجهة مباشرة مع إيران وهو ما دفع مجلس النواب الأمريكي على الموافقة على إجراءات تحد من صلاحيات الرئيس دونالد ترامب في إعلان الحرب على إيران.

وصوت 228 نائبا لصالح تجميد التمويل لأي عمل عسكري ضد إيران دون موافقة الكونغرس. ويقضي هذا الإجراء بمنع الرئيس من استخدام أي موارد فدرالية بصورة أحادية الجانب، لتمويل عمليات عسكرية إن لم يعلن الكونغرس حالة الحرب أولا. كما صوت مجلس النواب لصالح إلغاء قرار صادر في 2002، استخدمه رؤساء أمريكيون لشن عمليات عسكرية.



** بينما العرب مشغولون بصراع المحاور والمواجهة مع ايران, قرر الرئيس ترامب تصفية القضية الفلسطينية من خلال اعلانه “صفقة القرن” خلال مؤتمر صحفي عقده في واشنطن مع رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. وبحسب

ترامب فان الصفقة تقوم على: “حل دولتين واقعي، وأن تكون القدس عاصمة موحدة لإسرائيل”. في المقابل كشف ترامب أن خطته تقضي بزيادة أراضي سيطرة الفلسطينيين، بأكثر من مرتين، مع “إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية”, مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستفتح في القدس الشرقية، حسب الخطة، سفارة لدى فلسطين و”ستكون (واشنطن) فخورة بفعل ذلك”. وفيما يتعلق بمسألة المقدسات، أشار ترامب إلى أن “إسرائيل ستعمل بشكل وثيق” مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني على ضمان “الحفاظ على صفة الحرم الشريف”. وعلق ترامب على هذه الخطة بالقول: “الاتفاق الذي تم التوصل إليه اليوم (مع إسرائيل) يشكل فرصة تاريخية بالنسبة إلى الفلسطينيين لتحقيق إقامة دولة مستقلة خاصة بهم في نهاية المطاف. وبعد 70 سنة شهدت تقدما قليلا، قد يكون ذلك الفرصة الأخيرة بالنسبة إليهم”. اللافت في إعلان ترامب إعرابه عن شكره الإمارات والبحرين وسلطنة عمان على دعم خطة السلام التي أعدتها الولايات المتحدة لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي, حيث أرسلت الدول الثلاث سفراءها لحضور مراسم الكشف عن الصفقة. بدوره، أعرب نتنياهو عن سعادته بحضور البيت الأبيض في “هذا اليوم التاريخي” مع سفراء الإمارات والبحرين وسلطنة عمان. الإمارات لم تتوقف عند المشاركة في الاعلان عن الصفقة, حيث قال السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبي، في بيان صحفي: “تشيد الإمارات العربية المتحدة بالجهود الأمريكية المتواصلة الرامية إلى التوصل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين”. ورغم الدعم العلني للدول الثلاث للصفقة, الا ان الردود الخجولة للكثير من العواصم العربية وتجاهل بعضها التعليق على الصفقة يوحي بان هناك موافقة عربية ضمنية على مضمونها. الرئاسة المصرية عبرت عن موقفها من خلال التعليق على الاتصال الهاتفي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل. حيث افاد المتحدث باسم الرئاسة ان الرئيس السيسي طالب باستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية “برعاية أمريكية”. رغم محاولات بعض الدول العربية الإيحاء بان الصفقة تضمن الحفاظ على حقوق الفلسطينيين, أكد السفير الاميركي لدى تل ابيب ديفيد فريدمان أن الفلسطينيين لن يحصلوا على دولتهم قريبا حتى إذا وافقوا على شروط “صفقة القرن”. وأكدت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن فريدمان أكد خلال لقائه مع أكثر من 20 زعيما يهوديا وإنجيليا أمريكيا إن قيام الدولة الفلسطينية لن يأتي على أي حال في المستقبل المنظور، وذلك رغم أن هذه الخطة تزعم أنها تستند إلى مبدأ حل الدولتين. وأوضحت الصحيفة أن اللقاء جرى لتوضيح نقاط غامضة في “صفقة القرن”، خصوصا اللغط الذي سببه ترامب عندما قال إن القدس ستكون “عاصمة غير مقسمة لدولة إسرائيل” ثم قال بعد ثوان إن عاصمة الدولة الفلسطينية المسقبلية ستكون في القدس الشرقية.


** نفذ الرئيس العراقي برهم صالح تهديده بتكليف رئيس وزراء جديد في حال لم تتمكن الأحزاب السياسية من اختيار بديل حتى 1 فبراير. تهديدات صالح ترجمت بإعلان محمد توفيق علاوي أنه تم تكليفه برئاسة الحكومة العراقية. اللافت تضارب التصريحات التي أعقبت إعلان التكليف, فبعد أن كان تهديد الرئيس صالح يقوم على أساس عدم تمكن الكتل السياسية من التوافق على مرشح, تبين أن تكليف علاوي جاء بعدم من عدد من القوى السياسية. أبرز الداعمون لعلاوي كان زعيم التيار الصدري, الذي أكد أن الشعب العراقي هو من اختار رئيس وزرائه وليس الكتل السياسية. وكتب في تغريدة له على “تويتر”: “اليوم سيسجل في تاريخ العراق بأن الشعب هو من اختار رئيسا لوزرائه وليس الكتل، وهذه خطوة جيدة ستتعزز في المستقبل”. وأضاف: “اليوم نحن الثوار ملزمون بالاستمرار في التظاهر السلمي من أجل إكمال الكابينة الوزارية المستقلة النابعة من الشعب وإلى الشعب”. تلميحات الصدر حول مشاركته

المشاورات بتشكيل الحكومة جاءت متعاكسة مع مواقف المرشح علاوي, الذي أكد أن أنه سيتنازل عن التكليف إذا حاولت الكتل السياسية العراقية فرض مرشحيها عليه, مضيفا في كلمة له “ أتعهد تشكيل حكومة بعيداً عن المحاصصة الطائفية والفئوية الضيقة، وأيضاً العمل من أجل التهيئة التامة للانتخابات المبكرة وحسب الآليات الدستورية”. وأضاف “ أتعهّد حماية العراق من أي تدخل خارجي وعدم السماح بتحوله إلى ساحة لتصفية الحسابات، كما أتعهّد بحصر السلاح بيد الدولة وحماية المتظاهرين السلميين وإطلاق سراح الأبرياء”. في هذه الاثناء أفاد مراسل محطة “RT” الروسية أن ساحات الاحتجاج في بغداد شهدت انقساما حول ترشيح علاوي. وأكد المراسل أن أنصار التيار الصدري يؤيدون المرشح، فيما يصر المتظاهرون المستقلون على الرفض, مضيفا أن المتظاهرين قطعوا طرقا في محافظة الديوانية جنوب البلاد، مع خروج مسيرات في البصرة رفضا لتكليف علاوي.


** القضية الفسلطينية ليست هي القضية الوحيدة التي خسرها العرب, فهاهي ليبيا أيضا في طريقها للزوال كدولة ذات كيان سياسي مستقر مع استمرار الانقسام والحرب. وفي هذا السياق, اعتبر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، أن هناك أطرافا داخل وخارج ليبيا تدعي بأنها توافق على حل سلمي في ليبيا، وفي الوقت ذاته تعمل على التصعيد وعرقلة التسوية. وأشار سلامة خلال جلسة مجلس الأمن الدولي, إلى حصول طرفي النزاع على مساعدة أطراف خارجية. وقال سلامة إن الهدنة “أصبحت حبرا على ورق” بعد تبادل إطلاق النار والقصف العشوائي، مؤكدا أن البعثة الأممية في ليبيا رصدت 110 انتهاكات منذ إعلان الهدنة.

وأشار إلى أن مقاتلين أجانب يتوافدون بالآلاف، وأن طرفي النزاع عززا قدراتهما العسكرية خلال الهدنة، فيما الاقتصاد الليبي خسر 622 مليون دولار حتى الآن بسبب محاصرة المنشآت النفطية. من جهته نشر الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية اللواء أحمد المسماري فيديو لتفريغ حمولة سفينة تركية محملة بالمدرعات والأسلحة في ليبيا. وقال المسماري في منشور على “فيسبوك”: “القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية ترصد حمولة السفينة التركية التي قامت بإنزالها في ميناء طرابلس الثلاثاء الموافق 28 يناير/كانون الثاني 2020”.وكان مصدر عسكري فرنسي قد أكد حسب وكالة “فرانس برس”، أن سفينة تابعة للبحرية التركية رافقت شحنة من المدرعات إلى السواحل الليبية. في المقابل, أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده حققت مكاسب مهمة بفضل مذكرتي التفاهم حول الحدود البحرية وتعزيز التعاون الأمني العسكري مع حكومة الوفاق الوطني الليبية. وأكد أردوغان خلال لقاء صحفي أن تركيا حققت “مكاسب مهمة للغاية” من خلال الاتفاقيتين، وأفشلت بفضلهما المشاريع الهادفة لإبعادها خارج التوازنات في البحر المتوسط.


** تحاول الحكومة اللبنانية الوليدة بقيادة حسّان دياب إثبات قدرتها على حل الازمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلاد بعد شهور حالة الفلتان التي شهده الشارع اللبناني بعد نفاذ صبر المواطنين على تردي الحالة المعيشية. وفي هذا السياق, بدأ الرئيس دياب خطواته التنفيذية الأولى لحل الأزمة من القطاع المصرفي, حيث أكد أن الانطباع الأول الذي حصل عليه من المصرف المركزي

وجمعية المصارف أنه “لا تزال هناك سبل للخروج من الأزمة”. اللافت ان تأكيدات دياب لم تأت نتيجة خطة مدروسة لحل الأزمة, وانما هو قام بنقل ما سمعه من حاكم البنك المركزي وجمعية المصارف. وقال دياب إنّ ما سمعه يوحي: “أن الأفق غير مقفل على المخارج، فالصورة السوداوية التي نسمعها، وطبعا التي يسمعها الناس، هي صورة غير صحيحة أو غير دقيقة”.


مشاهدة واحدة (١)٠ تعليق

댓글


bottom of page