top of page
صورة الكاتبThe Ambassador Team

كندا تتخلى عن “دواعشها”- تصاعد حدود المواجهة الايرانية الاسرائيلية

بقلم: طارق داود


** لم يمنع لهيب شهر آب/اغسطس هذا الصيف وحرارته المرتفعة الحكومة السورية من كسر الحدود التي رسمها النفوذ الإقليمي في سوريا. مع سقوط خلافة داعش, دخلت سوريا في حالة تقاسم نفوذ بين أميركا في منطقة الجزيرة السورية ونفوذ تركي في إدلب, وخارج حدود مناطق النفوذ تلك استطاعت دمشق بسط ان سوريا دخلت في حالة من الستاتيكو السياسي لن تخرج منها بسبب حالة اصطدام المصالح بين الدول صاحبة التأثير والنفوذ في سوريا. روسيا حاولت تجفيف منابع الدعم التركي للتنظيمات المسلحة في إدلب من خلال استرضاء أنقرة عبر اجتماعات ولقاءات “استانا” و”سوتشي”, لكن الاتصال التركي الروسي استمر في حالة شد وجذب من دون وجود رؤية واضحة. ومع استمرار التصعيد الذي تمارسه التنظيمات الإرهابية في إدلب, قرر الجيش السوري كسر حالة الجمود واقتحام إدلب, حيث شنّ عملية عسكرية داخل الحدود الادارية لمحافظة ادلب لاول مرة منذ سنوات انتهت الى سيطرة الجيش على مدينة خان شيخون الاستراتيجية والتي تعتبر المدخل الرئيسي لمحافظة إدلب. وأكدت قيادة الجيش السوري في بيان أن التقدم لا زال مستمراً بوتيرة عالية، وأن العمل جار لنزع العبوات الناسفة التي زرعها المسلحون. ومع سيطرة الجيش السوري على خان شيخون أصبحت نقطة المراقبة التركية التاسعة في مدينة مورك محاصرة من قبل القوات السورية ومقطوعة عن خطوط الامداد التركي.



المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، قال إن بلاده لن تغلق أو تنقل موقع نقطة المراقبة التاسعة التركية في إدلب شمالي سوريا إلى مكان آخر، مشيراً أن النقاط ستواصل مهامها من مكان وجودها. من جهتها أظهرت موسكو دعمها لبسط الجيش السوري سيطرته على خان شيخون, كما نقل النائب في البرلمان الروسي دميتري سابلين عن الرئيس بشار الأسد تأكيده أن بلاده شهدت تغييرات إيجابية في الوضعين العسكري والسياسي. وأكد الرئيس الأسد أن “الانتصارات التي تحقّقت تثبت تصميم الشعب والجيش على الاستمرار بضرب الإرهابيين حتى تحرير آخر شبر من الأراضي السورية، على الرغم من الدعم المستمر الذي تتلقاه التنظيمات الإرهابية من قبل العديد من الأطراف الغربية والإقليمية، وفي مقدمتها تركيا حيث كشفت المعارك الأخيرة في إدلب لمن كان لديه شك عن دعم أنقرة الواضح وغير المحدود للإرهابيين”.


** تتصاعد حدة المواجهة بين طهران وتل ابيب, فالحرب الباردة التي استمرت لسنوات يبدو أن حرارتها آخذة في الارتفاع, خصوصاً أن تل ابيب فتحت حدود المواجهة مع طهران لتشمل كامل جغرافيا الشرق الأوسط حتى وصلت العراق. الغارات التي تعرّضت لها مواقع للحشد الشعبي العراقي في أيار/مايو الماضي وكانت ستقيّد ضد مجهول, قررت تل ابيب استثمارها في خضم المواجهة مع طهران, حيث لم ينف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقوف بلاده وراء سلسلة هذه الغارات. وقال نتنياهو، رداً على سؤال للقناة التاسعة الإسرائيلية ما إذا كانت تل أبيب تتصرف ضد طهران في العراق: “لا نتصرف فقط عندما تقتضيه الضرورة. نتصرف على جبهات مختلفة ضد دولة تنادي بتدميرنا. وبطبيعة الحال، منحت قوات الأمن حرية التصرف ووجّهتها بفعل كل ما يلزم لإفشال هذه المخططات الإيرانية”. المواقف الاسرائيلية شكلت حرجاً لواشنطن حيث أعرب مسؤول أمريكي كبير لصحيفة “نيويورك تايمز” عن امتعاضه من هجمات منسوبة لإسرائيل نفذت في العراق، مؤكداً أن تل أبيب “تتجاوز الحدود”، ما قد يسفر عن “انسحاب الجيش الأمريكي من البلاد”. الخوف الاميركي من عواقب الاعتداء الاسرائيلي دفع واشنطن لمحاولة لوم الطبيعة, حيث رجّح مسؤولان في إلادارة الاميركية أن السبب وراء سلسلة الانفجارات التي هزت مؤخراً مواقع للحشد الشعبي العراقي ظاهرة طبيعية. ونقلت وكالة “بلومبرغ” عن المسؤولين تأكيدهم أن الولايات المتحدة تعارض فكرة وقوف إسرائيل وراء الانفجارات وأن سببها قد يعود إلى “الحر القاسي ببغداد في فصل الصيف”.


** الضبابية التي اتسمت بها الغارات الجوية على العراق لحقها سلسلة غارات عنيفة ودقيقة استهدفت مواقع في سوريا ولبنان, التصعيد الإسرائيلي دفع بالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن “ما جرى يشكّل خرقاً فاضحاً وكبيراً للمعادلات التي أرسيت بعد عدوان تموز والسكوت عنه سيؤسس لمسار خطير ضد لبنان وكل فترة ستكون هناك طائرات مسيّرة مماثلة, مؤكداً أن الزمن الذي تقصف فيه إسرائيل لبنان وتبقى هي في أمان انتهى”. ووجه نصرالله كلامه للسكان في شمال اسرائيل بالقول “لا ترتاحوا ولا تطمئنوا ولا تصدقوا أن حزب الله سيسمح بمسار كهذا”.



** أفادت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن إسقاط المملكة المتحدة لجنسيتها عن المتطرف جون ليتس المحتجز في سوريا أثار خلافاً دبلوماسياً بين لندن وأوتاوا لكون المتشدد يحمل الجنسية الكندية أيضاً. وأكّدت الصحيفة أن الداخلية البريطانية ألغت الجواز البريطاني للمتطرف البالغ 24 عاماً والذي يعرف إعلامياً بـ”الجهادي جاك”، وحمّلت حكومة كندا المسؤولية عن مصيره. من جهته قال وزير الأمن العام الكندي، رالف غوديل، أن حكومته لا تنوي مساعدة “جاك ليتيس” للعودة إلى كندا ليحاكم فيها. وكان ليتيس قد صرّح في مقابلة صحفية من معتقله في سوريا “أن الجنسية البريطانية لا تهمه لانه دائماً يشعر أنه كندي, ويأمل من كندا أن تأخذه من هناك”.



ورغم اصرار كندا رفض استقبال “دواعشها”, الا أنها مازالت أحد أفضل الوجهات للمغتربين, حيث حلّت كندا في المرتبة الثالثة بعد سويسرا وسينغافورة كأفضل الدول للمغتربين 2019. نشر بنك HSBC تقريره السنوي عن أفضل الدول للمغتربين بناء على تقييم أكثر من 18 ألف مغترب في 163 دولة حول العالم بالاستناد للكثير من العوامل كجودة الحياة وفرص العمل والحياة العائلية والاستقرار السياسي والاقتصادي وغيرها.


** في اليمن تتواصل المعارك بين قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وقوات “المجلس الانتقالي الجنوبي”, حيث دفعت قوات هادي بتعزيرات عسكرية لتعزيز مواقعها في محافظة شبوة. وأفاد مراسل قناة “روسيا اليوم” أن المعارك تجري على أشدها بين قوات هادي والقوات الجنوبية المدعومة من الإمارات. وكانت حكومة هادي قد اتهمت الامارات بتصعيد الوضع الأمني في محافظة شبوة جنوب اليمن. وحمّل الناطق باسم الحكومة، راجح بادي، القوات الإماراتية في محافظة شبوة بتفجير الوضع العسكري رغم الجهود الكبيرة للمملكة العربية السعودية لإنهاء الأزمة وإيقاف التصعيد العسكري, والذي يمثل برأي بادي “تحدياً واضحاً لأهداف التحالف العربي ولجهود السعودية للتهدئة وإصراراً على إفشال كل جهود التهدئة واحتواء الأزمة”.




** في الشأن السوداني, أعلن رئيس الوزراء الجديد عبدالله حمدوك حاجة البلاد إلى مساعدات خارجية بقيمة ثمانية مليارات دولار، خلال العامين المقبلين. وكشف حمدوك عن بدء محادثات مع الولايات المتحدة، لإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، كما أشار إلى بدء محادثات مع صندوق النقد الدولي، لمناقشة إعادة هيكلة الديون المستحقة على الخرطوم. من جهة أخرى، أرجأت محكمة سودانية محاكمة الرئيس السابق عمر البشير بتهم الفساد والثراء الحرام. واستمعت المحكمة إلى شهادة شخصين، فيما يتعلّق بضبط مبالغ مالية كبيرة داخل مقر بيت الضيافة، عقب عزل البشير من الحكم، لكن لم يصدر القرار النهائي، حيث رفعت الجلسة على أن يتم استئنافها في وقت لاحق. ويأتي تشكيل الحكومة الجديدة عقب تشكيل المجلس السيادي في السودان, حيث وقّع المجلس العسكري الانتقالي وقوى “إعلان الحرية والتغيير” في العاصمة الخرطوم على “الإعلان الدستوري” بحضور رؤساء دول ووفود رسمية عربية ودولية. واتفق الطرفان على جدول زمني لمرحلة انتقالية من 39 شهراً يتقاسمان خلالها السلطة وتنتهي بانتخابات حرة.



** سلّط اختيار “رجاء نيكولا عبد المسيح” من ضمن مجلس السيادة للفترة الانتقالية في السودان كأول قبطية تصل الى منصب قيادي في الدولة الضوء على تاريخ الأقباط في هذا البلد الإفريقي. وأوضحت قناة “روسيا اليوم” في تقرير لها أن المنصب الذي حازته “عبد المسيح” يعتبر أرفع منصب دستوري يتقلّده قبطي في السودان، حيث سبقها موريس سدرة، كأول قبطي يدخل السلطة بعدما شغل منصب وزير الصحة في عهد جعفر النميري (1969-1985). وبحسب القناة فإن حالة أقباط السودان في عهد البشير كانت مزرية، حيث فضّل كثيرون من أقباط السودان، الهجرة إلى مصر التي ينحدر منها أجدادهم. ولعب أقباط السودان دوراً سياسياً وثقافياً واجتماعياً وتعليمياً في تاريخ البلاد الحديث، إذ أنشأوا أول مدرسة أهلية للبنات عام 1902، ثم المكتبة القبطية في 1908، الزاخرة بأهم الكتب التاريخية والمخطوطات, كما أنشأوا الكلية القبطية للبنات 1924 والكلية القبطية للأولاد 1919، فضلا عن إسهامهم في تأسيس ناديي المريخ والهلال الرياضيين، ومجموعة من مؤسسات المجتمع المدني، والحركات التحررية التي انخرطت في النضال ضد الاحتلال البريطاني للسودان. وفي ستينيات القرن الماضي، بدأت رحلة جديدة للأقباط السودان من عدم الاستقرار، تتمثّل بقوانين تمييزية وقانون التأميم الذي صودرت بموجبه ممتلكات للأقباط. وفي العام 1983، دفع إعلان الرئيس السوداني السابق جعفر النميري إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، الأقباط للانضمام إلى معارضة شعبية تواصلت حتى أيام البشير. لا يوجد تقدير رسمي لعدد الأقباط في السودان اليوم، إلا أن آخر دراسة نشرها مركز بيو الأمريكي للأبحاث، في العام 2012، أشارت إلى أن عددهم بلغ 1.4 مليون نسمة، منتشرون في معظم مدن السودان الرئيسة.


** في الاراضي الفلسيطينية المحتلة, أصيب 70 فلسطينيا بينهم 40 بالرصاص الحي خلال مواجهات اندلعت على حدود قطاع غزة، فيما استنفر الجيش الإسرائيلي قواته على حدود غزة ترقباً للجمعة الـ 71 من مسيرات العودة. ووصل آلاف الفلسطينيين إلى 5 نقاط على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة للمشاركة في جمعة “لبيك يا أقصى”. ورفع الجيش الإسرائيلي مستوى التأهب عند حدود قطاع غزة إلى أعلى مستوى، في انتظار مظاهرات جديدة ووسط مخاوف من تصعيد جديد محتمل.




٠ مشاهدة٠ تعليق

Comments


bottom of page