بقلم: رحمن خضير عباس
هناء أدور، مناضلة عراقية، حفرت اسمها في قلب الوطن، من خلال مواقفها الوطنية المبدئية. فمنذ شبابها انخرطت في النضال من أجل الفقراء والمتعبين. ومن أجل المرأة العراقية وحقوقها المُستلبة. فقد التحقت بالأنصار الذين كانوا يناضلون من أجل إسقاط الحكم الدكتاتوري في العراق. كان ذلك في نهاية سبعينات القرن الماضي.
بعد ذلك انتقلت إلى موسكو لإكمال دراستها في معهد العلوم الاجتماعية والسياسية. ثم أصبحت المديرة التنفيذية لمجلة (النهج) ذات التوجهات الفكرية.
وحينما سقطت دكتاتورية النظام العراقي السابق ونهجه التعسفي، ونشأت بديلا ًعنها ديكتاتورية الفساد والفوضى. وجدت هناء ادور نفسها في ساحة أخرى للنضال السلمي، فقد أصبحت من أكثر الناشطين في مجال حقوق الإنسان العراقي عامة. وحقوق المرأة خاصةً. فقد وقفت بوجه الخراب وبوجه قوى الظلام والردة، التي تريد الهيمنة على الوطن.
وكأنها(كهرمانة) التي وجدت اللصوص يختبئون في جرار الوطن، فصبت الزيت عليهم وأخرجتهم من جحورهم. وفضحتهم وعرّتهم أمام العراقيين جميعاً. وما مواجهتها لنوري المالكي حينما كان رئيسا للوزراء، وصرختها بوجهه، إلا تأكيد لنهجها الإنساني والوطني في مواجهة الظلم, وتعبيراً عن موقفها أيضاً وجرأتها في قول الحقّ.
لقد حرصت أنْ تشارك الناس همومهم، فهي تخرج في المظاهرات كلّ أسبوع، من أجل فضح المسؤولين الفاسدين، ومن أجل التأكيد على المطالب الجماهيرية في العيش الكريم. كما أنها كانت تتغلغل بين العوائل العراقية، تتلمس أوجاع المرأة العراقية ومحاولة تعريفها بحقوقها المسلوبة.
في هذه الأيام، تعرضت هذه الإنسانة النبيلة إلى حادث دهس بسيارة مسرعة. بعد أن كانت في جمع جماهيري تتحدث فيه عن مشكلة الموصل ومأساة أهلها. وقد حُملت إلى المستشفى لتلقي العلاج. ورغم التأكيد أن الحادث عرضيٌ وغير مقصود. ولكنّ الكثير من العراقيين غاضبون وقلقون أن يكون للحادث دوافع سياسية وانتقامية في بلد تسوده الفوضى.
ومهما تكن الدوافع والملابسات فإن هناء أدور أقوى بإنسانيتها وبوطنيتها وبقدرتها على أن تكون قدوة وملهمة لكثير من الشابات العراقيات اللواتي يأملن بمستقبل أفضل.
Comments