بقلم: محمد الدوري
عندما أكتب عن وفي المشهد العراقي البائس…. فكانما ارسم لوحة سيريالية يتبسم لها سلفادور دالي! ويجب أن أعطيها بعدا ميتافيزيقيا…. لان الموجة العراقية لها ترددات خاصة جدا بعيدا عن قوانين الفيزياء المعلومة
من بين كل الظلام والظلمة والظلم… بزغ كخنجر حاد النصل……قانون التقاعد العراقي الجديد ليذبح آمال الآلاف من العوائل العراقية دون الولوج في الدراسة المجتمعية…فهذه العوائل تعوّل دائماً في الخطوات اليومية على التركيز على بناء مستقبلها المجهول… اعتماداً على الإيرادات التي تشكلها الرواتب لأنها موردها الوحيد……فتجدها تأخذ قرضاً من مصرف الرافدين الحكومي الرائع! والذي يقنص الرقاب جميعها ويحزّها بفوهة مدفع رشاش يعود لسلفستر ستالون!! على شكل فوائد حتى البنك الدولي يحسدنا على رقيها المجتمعي!
فبدل ان تكون الفوائد مقبولة…. نجد البنك العراقي الشاهق …يحزّ رقاب المقترضين… ليأتي قانون التقاعد ويكمل قص الرقاب كما تفعل ماكنات قص الثيّل في الحدائق!
كل العوائل تعلم أنّ التقاعد 63 سنة فعملت قروض وعملت سلف متداولة في المجتمع العراقي التكافلي… لتجد ان الزمن فجأة توقف عند ال60!! فكيف ستتدبر آلاف العوائل موارد عيشها الضنكي وهي ترى القروض تنحر بالراتب التقاعدي البائس!
كيف ستتدبر أموال قبول أولادها في الجامعات الأهلية التي تقضم موارد الموظفين كل سنوياً؟
غريب أمر هذه الدولة البائسة!! تختار قانوناً مستعجلاً لتذبح بإقراره الأسرع من البرق! الآلاف من العوائل بسكين نصلها يصل الى عنان السماء!! وكأنه اتفاقية ذرية عاجلة… مع منظمة الطاقة الذرية!
إذن أقررتم قانون التقاعد الجديد…. أعطوا لكل ذي حق حقه!
الاقتراحات
1. تجميد التنفيذ لحين انتخاب مجلس نواب غير محاصصي يدرس بتؤدة كل فقرات القانون!
2. إعطاء حقوق السنوات المجتزأة لكل متضرر من القانون مادياً…وحسب سنوات التضرر/ مواليد 1957 أكملوا 63 سنة! وأتموا سنوات التقاعد كيف تساويهم بمواليد 1960 بقانون تعسفي؟
3. توظيف أولاد المتقاعدين في دوائر آبائهم وخاصة وهم كفاءات عاطلة أكثرها غير متحزب وغير قادر على دفع الرشوة الفضائية للتعيين!
4. تقليل الاستثناءات الى الحد المعقول…فانت هنا تبتكر إستثناءا لمن تريد وتشرع له بظلم كبير قانونيا البقاء لانه…..والفراغ في الجملة مدروس لكل نبيه!
5. إعادة الدرجتين الماليتين التي اقتنصهما الصياد الماهر العبادي من رواتب آلاف الموظفين بحجة الادخار والتوفير وحرم منها ملايين العوائل جوراً وبهتاناً!
ان هذا القانون ضربة قاضية للموظفين كضربات الملاكم محمد علي كلاي… وفر مجلس النواب له الحلبة والجرس والتوقيت والجولة الواحدة!! ليقتلوا آمال الالاف بعيش شبه رغيد!
ليس يائساً… إن الفوضى تعّم الوطن! ولا سيطرة على النوازع الشريرة او التي ترتدي رداء الفضيلة المهلهل…. اقتربت ساعة التنفيذ التغييري ومجلس النواب الكلكامشي مشغول أنّ رئيسه سيصبح رئيساً للجمهورية حسب الفراغ الدستوري! فأي تقاعد يتحدث عنه الكاتب!
ولكن ليعلم الجميع….أن الصبر ليس له حدود وسيبحث الظالم عن مخبأ يأويه…..
فسيل هدير التظاهرات والاعتصامات لن يتوقف أبدا
حتى يتوقف تنفيذ القرار التقاعدي الظالم!
コメント