بقلم: الاعلامي فادي نصار
يختلف عشاق البيرة في كيفية شربها. فالبعض يشربونها في زجاجات او عبوات معدنية. وآخرون يفضلونها في كؤوس مثلجة، الاميركيون يحبونها مثلجة، في حين يفضلها آخرون معتدلة الحرارة او باردة ومأخوذة مباشرة من البراميل المخزنة في اقبية الحانة.
الألمان يقولون ان البيرة المصنعة حديثاً أطيب من تلك القديمة فيما يقول التشيك ان البيرة تحتاج الى مدة طويلة لتصبح سلسة الطعم.
ما البيرة؟
الجعة هي المشروب الكحولي الأكثر شعبيَّة على مستوى العالم، ويحتل المرتبة الثالثة من حيث الاستهلاك العالمي بعد الماء والشاي، ويعتقد بعض الباحثين كذلك أنَّها أول مشروب مُخمَّر صنع في التاريخ. أقدم دليلٍ كيميائيٍّ معروف على صُنع الجعة من الشعير يعود إلى وقتٍ بين سنتي 3100 و3500 قبل الميلاد في موقعٍ يُدعَى غودِن تيب بجبال زاغروس غربي إيران. إذ تتحدَّث بعض الكتابات الأولى المعروفة في تاريخ البشرية عن صناعة الجعة، مثل شريعة حمورابي التي نَصَّت على قوانين تُنظِّم بيع الجعة، كما وجد يقول المؤرخون انه في بابل صُنع ١٩ نوعا مختلفا من البيرة، وكان للسومريين آلهة تدعى آلهة الجعة، فيما كان الفراعنة يسقون العبيد الذين عملوا في بناء الأهرامات البيرة مرتين في اليوم.
صناعة مزدهرة: أصبحت صناعة البيرة أحد اركان التجارة عالمية، تعمل فيها العديد من الشركات متعددة الجنسيات إضافةً إلى آلاف مؤسَّسات الإنتاج الصغيرة التي تتراوح من الحانات إلى المصانع الضَّخمة. ففي عام 2006، بيع أكثر من 113 مليار لترٍ من الجعة، ووصل استهلاك الصين وحدها من الجعة في عام 2010 إلى 45 مليار لتر، أي ما يعادل ضعف استهلاك الولايات المتحدة التي تبيع اسبوعياً 50 مليون ليتر من البيرة.
فوائد جمة: تحتوي البيرة على نسب عالية من الأحماض الأمينية وعدد من الفيتامينات اللازمة لبناء خلايا الجسم، أهمها حمض الفوليك ب9، وفيتامين ب6، وفيتامين ب12، والثيامين، والنياسين، إضافة إلى نسبة عالية من الفسفور، والبوتاسيوم، والحديد والكروم والبروتينات والدهون غير المشبعة كالأوميغا3 والأوميغا6، ونسب ضئيلة من الدهون والسعرات الحرارية والكربوهيدرات والصوديوم. لذلك فهي ذات فوائد عديدة سنتطرق الى اهمها فيما يلي:
صحة العظام: البيرة مصدر غني بالسيليكون، الأمر الذي يزيد كثافة العظام، ويساعد على محاربة هشاشة العظام، لذلك ينصح الرجال والنساء الذين تقدموا في العمر ويشربون ما يعادل كوباً أو كوبي بيرة يومياً.
صحة القلب: شرب البيرة يعزز مستويات الكولسترول “الجيد”، والذي بدوره يساعد على منع أمراض القلب والشرايين. كما يققل أيضاً انخفاض خطر الإصابة بالجلطة الدماغية.
الكليتين: قادرة على خفض نسب تشكّل حصى في الكليتين بنسبة 40%، وذلك لأنها تحتوي على كميّة كبيرة من الماء المسؤول عن تشغيل الكليتين، وعدم تعريضهما للجفاف المضّر لهما ولعملهما.
تحفزّ الدماغ: مستهلكو البيرة بكميّة معتدلة أظهروا نسباً أقلّ ب20% من سواهم في ما يتعلّق بصحّة عمل الدماغ. من حيث خطر الإصابة بمرض الزهايمر، بالإضافة الى ذلك، واعتبروا أن مستهلكي البيرة غالباً يبدون وكأنهم أصغر بـ 18 شهراً في ما يتعلق بعمل دماغهم.
لمحاربة السرطان: يقول خبراء الصحة والتغذية ان نقع اللحمة بالبيرة تزيل 70% من الخلايا المسرطنة المسماة Heterocyclic amines أو HCAs المنتجة عند عمليّة القلي. الخبراء حمّلوا مسؤوليّة ذلك الى السكر الذي تحتويه البيرة والذي يمنع هذه الخلايا من التشكّل.
الشعر متألق: البيرة تعطي الشعر مظهراً متألقاً وتزيد من لمعانه وتجعله أكثر كثافه لأنها تحتوي على مواد كيميائية أقل وبروتينات أكثر.
コメント