بقلم: الاعلامي فادي نصار
تحيطها الهند من ثلاث جهات، فيما تحدها الصين من الشمال فقط، تقع في الطرف الشرقي من جبال الهمالايا، ويطلق البوتانيون على بلدهم اسم دروك يول والتي تعني “أرض التنين”. تبلغ مساحة بوتان حوالي أربعين ألف كيلومتر مربع، عاصمتها تيمبو، صغيرة جدا بحجم قرية انكليزية، فيما يبلغ عدد السكان حوالي 700 ألف نسمة فقط.
حماية البيئة أولوية قصوى: على الرغم من أنّ بوتان تكاد تكون سويسرا القارة الآسيوية، لكن بدون الجوانب المدمّرة من الحداثة، وهي كقطعة من الجنة المفقودة، حيث من المفترض أن يعيش الناس في وئام تام، هي واحدة من أكثر بلدان العالم عزلة، وقد جرى تحديث المناطق الحضرية في البلاد بما في ذلك الرحلات الجوية الدولية المباشرة والإنترنت وشبكات الهاتف المحمول والتلفزيون. وقامت بوتان بالمواءمة بين ثقافتها وتقاليدها القديمة مع عملية التحديث تحت فلسفة توجيهية من مؤشر السعادة القومية، فحماية البيئة في البلاد أولوية قصوى. وهي بلاد قائمة على احترام الانسان والحيوان والبيئة بالمطلق، لان سكانها يعتبرون ان الانسان يستمد طاقته من محيطه بما فيه من انهار ووديان وبحيرات، لذلك تجد ان بوتان بلد صغير ومن أنظف البلدان في العالم، وعدد السيارات فيها لا يتجاوز الـ 200 سيارة، وفيها عدد لا يحصى من الشلالات والانهار الكثيرة، ويعيش في بوتان واحد من أغرب وأندر الحيوانات في العالم، ألا هو التاكين وهو من فصيلة البقر، وقد تصل عقوبة اصطياده الى الإعدام. تبلغ نسبة النباتيين في بوتان 80 بالمئة من السكان، وذلك آتٍ من الثقافة البوذية التي تعتبر ان كل روح على سطح الأرض هي روح لأحد أجدادهم، ومن غرائب نظامهم الغذائي أنهم لا يعتبرون الفلفل الأحمر من البهارات، وإنما هو مكون أساسي من المطبخ البوتاني (تعد وجبة الفلفل الاحمر الحار مع الجبن هي المفضلة لديهم). من جانب آخر تشير إحصائيات علماء البيئة والمحميات الطبيعية إلى أن نصف مساحة البلاد عبارة عن محمية طبيعية، حيث الحيوانات تسير في كل البلاد دون أن يتعرض لها أحد، ويقوم الأهالي بوضع قوالب من الملح بالإضافة الى بعض أنواع العلف امام البيوت كي تأكل حيوانات الغابة، كما ان أحد مظاهر الحفاظ على البيئة والصحة العامة أنه في بوتان ممنوع التدخين في معظم مدن البلاد، ويمنع منعا باتا بيع السجائر، في حين يسمح للسائحين إحضار 100 سيجارة معهم فقط، ولكن يجب عليهم بالمقابل دفع ضريبة تبلغ 200 ضعف ثمن السجائر في 2006.
بلاد بخمسة فصول: تعيش بوتان خمسة فصول متميزة: الصيف والرياح الموسمية والخريف والشتاء والربيع، تنحصر في غرب بوتان أغلب الأمطار الموسمية، بينما يتمتع جنوب البلاد بصيف حار رطب وشتاء بارد، أما بوتان الوسطى والشرقية فهما معتدلتان وأكثر جفافاً من الغرب مع صيف حار وشتاء بارد.
مطار الرعب: أحد مطارات العالم الأكثر خطورة، مطار “بارو” الذي يقع في مملكة بوتان وسط جبال الهيمالايا، وذلك نظراً لوقوعه وسط قمم جبلية يصل ارتفاعها إلى 18 ألف قدم، بالإضافة إلى مهبطه الضيق، وهو الأمر الذي يتطلب طيارين على مستوى عالٍ من الحرفية والتدريب، لم يحصل سوى ثمانية طيارين في العالم كله على تصريح للهبوط في ذلك المطار، لما يتطلبه الهبوط من مناورات ومهارة عالية.
اقتصاد نشط جدا
على الرغم من أن بوتان هي إحدى أصغر دول العالم إلا أن اقتصادها نما بسرعة في السنوات الأخيرة بنسبة ثمانية بالمئة في 2005، و14 بالمئة في 2006. وفي 2007، امتلكت بوتان ثاني أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، مع معدل نمو اقتصادي سنوي قدره 22،4 بالمئة. تشمل المنتجات الزراعية الأرز والفلفل الحار ومنتجات الألبان (الياك والبقر) والحنطة السوداء والشعير والمحاصيل الجذرية والتفاح والحمضيات والذرة في الارتفاعات المنخفضة. وتشمل الصناعات الإسمنت والمنتجات الخشبية والفاكهة المعالجة والمشروبات الكحولية وكربيد الكالسيوم، وتصدر بوتان وصورة رئيسية الكهرباء والهيل والجبس والخشب والحرف اليدوية والإسمنت والفاكهة والأحجار الكريمة والتوابل.
أرض السعادة: لقد حددت بوتان تسعة مجالات لقياس “السعادة القومية الإجمالية”، ألا وهي: الصحة النفسية، الصحة البدنية، التعليم، استخدام الوقت، التنوع الثقافي، القدرة على التكيف، الحكم الرشيد، حيوية المجتمع، التنوع البيئي والقدرة على التكيف ومستويات المعيشة. وفقا لمؤشر السعادة القومية الإجمالية لعام 2010، تبين أن 42 بالمئة من سكان بوتان “سعداء”، في حين يتراوح شعور 50 بالمئة بــ”شبه سعداء”، ويشعر 8 بالمئة من الأهالي “بالسعادة التامة”.
Commenti